قصة قصيدة فحميت قول أبي حنيفة بالهدى

اقرأ في هذا المقال


نشأت فتنة خلق القرآن في العصر العباسي، وامتدت إلى العديد من الأقطار المسلمة في ذلك العصر، ومن تلك الأقطار مصر، واليوم نقص عليكم شيئًا مما حصل في مصر بسبب هذه الفتنة.

من هو الحسين بن عبد السلام؟

هو أبو عبد الله الحسين بن عبد السلام المصري، شاعر من شعراء العصر العباسي، من أهل مصر، اشتهر بشعر المدح.

قصة قصيدة فحميت قول أبي حنيفة بالهدى

أما عن مناسبة قصيدة “فحميت قول أبي حنيفة بالهدى” فيروى بأن مصر كبقية البلاد الإسلامية قد أصابتها فتنة خلق القرآن، فبعد أن اقتنع الخليفة المأمون بأن القرآن مخلوق بعث إلى نصر بن عبد الله وهو نائبه في مصر بأن يمتحن القضاة والشهود بذلك، فمن أقر من الشهود بأن القرآن مخلوق قبلت شهادته، وكان القاضي في مصر في ذلك الزمان هرون بن عبد الله، وهو أول من أقر بخلق القرآن، وتبعه على ذلك العديد من الفقهاء وعامة الشهود، ومن لم يقل بذلك فقد هرب.

وكتب ابن أبي دؤواد إلى محمد بن أبي الليث بأن يقول بخلق القرآن، وكان ذلك قبل أن يتولى القضاء، وعندما وصله كتابه، لم يكن قد تبقى من فقيه ولا محدث ولا معلم إلا وقال بخلق القرآن، كما وهرب عدد كبير من الناس، وامتلأت السجون بمن أنكر خلق القرآن، وقد أنشد العديد من شعراء مصر في خبر ذلك، ومنهم الشاعر الحسين بن عبد السلام الذي أنشد قائلًا:

فحميت قول أبي حنيفة بالهدى
ومحمد واليوسفي الأذكر

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه قد أخذ بقول أبي حنيفة ورجال آخرون في خلق القرآن.

وفتى أبي ليلى وقول فريقهم
زفر القياس أخي الحجاج الأنظر

وحطمت قول الشافعي وصحبه
ومقالة ابن علية لم تضجر

والمالكية بعد ذكر شائع
أخملتها فكأنها لم تذكر

أعطتك ألسنة أتتك ضميرها
وأتتك ألسنة بما لم تذكر

فأطفت بالأيلي ينعق صائحًا
في كل مجمع مشهد أو محضر

ومحمد الحكمي أنت أطفته
وأخوه ينعق بالصياح الأجهر

كل ينادي بالقران وخلقه
فشهرتهم بمقالة لم تشهر

لم ترض أن نطقت بها أفواههم
حتى المساجد خلقه لم تنكر

لما أريتهم الردى متصورًا
زعموا بأن الله غير مصور

الخلاصة من قصة القصيدة: امتدت فتنة خلق القرآن إلى مصر، وهنالك أقر العديد من العلماء والفقهاء والقضاة بذلك، خوفًا منهم على أنفسهم، ومن لم يقر بذلك فقد سجن وعذب أشد أنواع التعذيب.


شارك المقالة: