قصة قصيدة فدا لك من يقصر عن مداكا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فدا لك من يقصر عن مداكا

أمّا عن مناسبة قصيدة “فدا لك من يقصر عن مداكا” فيروى بأن أبا الطيب المتنبي بعد أن خرج من شيراز، وبعد أن العطايا الكثيرة من عضد الدولة، أنشد قصيدة يمدح فيها عضد الدولة، قائلًا:

فِداً لَكَ مَن يُقَصِّرُ عَن مَداكا
فَلا مَلِكٌ إِذَن إِلّا فَداكا

وَلَو قُلنا فِداً لَكَ مَن يُساوي
دَعَونا بِالبَقاءِ لِمَن قَلاكا

وَآمَنّا فِداءَكَ كُلَّ نَفسٍ
وَإِن كانَت لِمَملَكَةٍ مِلاكا

وَمَن يَظَنُّ نَثرَ الحَبِّ جوداً
وَيَنصِبُ تَحتَ ما نَثَرَ الشِباكا

وَمَن بَلَغَ التُرابَ بِهِ كَراهُ
وَقَد بَلَغَت بِهِ الحالُ السُكاكا

فَلَو كانَت قُلوبُهُمُ صَديقاً
لَقَد كانَت خَلائِقُهُم عِداكا

لِأَنَّكَ مُبغِضٌ حَسَباً نَحيفا
إِذا أَبصَرتَ دُنياهُ ضِناكا

وكانت هذه القصيدة هي آخر ما قال من شعر، حيث قام فاتك الأسدي بقتله بعدها بوقت قصير، وقد أكثر المتنبي من التشاؤم فيها، وكان كأنه ينعى نفسه، حينما أنشد في نفس القصيدة قائلًا:

أَروحُ وَقَد خَتَمتَ عَلى فُؤادي
بِحُبِّكَ أَن يَحِلَّ بِهِ سِواكا

وَقَد حَمَّلتَني شُكراً طَويلاً
ثَقيلاً لا أُطيقُ بِهِ حَراكا

أُحاذِرُ أَن يَشُقَّ عَلى المَطايا
فَلا تَمشي بِنا إِلّا سِواكا

لَعَلَّ اللَهُ يَجعَلُهُ رَحيلاً
يُعينُ عَلى الإِقامَةِ في ذَراكا

وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ خَفَضتُ طَرفي
فَلَم أُبصِر بِهِ حَتّى أَراكا

وَكَيفَ الصَبرُ عَنكَ وَقَد كَفاني
نَداكَ المُستَفيضُ وَما كَفاكا

أَتَترُكُني وَعَينُ الشَمسِ نَعلي
فَتَقطَعُ مِشيَتي فيها الشِراكا

أَرى أَسَفي وَما سِرنا شَديداً
فَكَيفَ إِذا غَدا السَيرُ اِبتِراكا

وَهَذا الشَوقُ قَبلَ البَينِ سَيفٌ
فَها أَنا ما ضُرِبتُ وَقَد أَحاكا

إِذا التَوديعُ أَعرَضَ قالَ قَلبي
عَلَيكَ الصَمتُ لا صاحَبتَ فاكا

وَلَولا أَنَّ أَكثَرَ ما تَمَنّى
مُعاوَدَةٌ لَقُلتُ وَلا مُناكا

نبذة عن أبي الطيب المتنبي

هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي، شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في الكوفة في العراق في عام ثلاثمائة وثلاثة للهجرة، وتوفي في مدينة الرملة في فلسطين في عام ثلاثمائة وأربعة وخمسون للهجرة.

يعتبر المتنبي أعظم الشعراء العرب على مر التاريخ، كما أنه أكثر الشعراء العرب تمكنًا من اللغة العربية، وكان له مكانة لم ينلها غيره من الشعراء.


شارك المقالة: