نقص عليكم اليوم خبر عزل الوليد بن عقبة عن ولاية الكوفة، وتولية سعيد بن العاص.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الخوف من حاله وحال أهل الكوفة من بعد أن أتاهم أحد معه من كان مع الوليد من قبله.
قصة قصيدة فررت من الوليد إلى سعيد
أما عن مناسبة قصيدة “فررت من الوليد إلى سعيد” فيروى بأن الوليد بن عقبة كان واليً على الكوفة، وكان الوليد يشرب الخمر، فوصل خبر ذلك إلى عثمان بن عفان، فأمر عثمان بعزله، وولى بدلًا منه سعيد بن العاص، وعندما أتى سعيد بن العاص إلى الكوفة، كان معه رجال ممن كانوا يعينون الوليد، ولكنهم انقلبوا عليه، فكثر الحديث بين أهل الكوفة عن ذلك، وأنشد أحد شعرائهم قائلًا:
فررت من الوليد إلى سعيدٍ
كأهل الحجر إذ جزعوا فباروا
يقول الشاعر في هذا البيت بأن قد هرب من الوليد إلى سعيد، وهو كحال أهل الحجر إذا خافوا هلكوا.
يلينا من قريشٍ كل عامٍ
أميرٌ محدثٌ أو مستشار
لنا نارٌ نخوفها فنخشى
وليس لهم، فلا يخشون نار
وعندما وصل إلى الكوفة، دخل مسجدها، وصعد إلى المنبر، وحمد الله وثنى عليه، ومن ثم قال بأنه كاره بأنه قد بعث إليهم، ولكنه لم يجد سبيلًا إلا أن يأتمر لأمر الخليفة، ومن ثم قال: إن الفتنة قد اشتعلت، ووالله لأضربن وجهها حتى أقمعها، أو أنها تعييني.
وعندما انتهى نزل عن المنبر وسأل أهل المدينة عن حالهم، حتى تبين أمرهم، فبعث إلى الخليفة عثمان يخبره بأن أهل الشرف من أهلها قد غلبوا، وأن الغالب فيها روافد قدموا إليها، وأعراب لحقوا بهم، فلا ينظر إلى ذي شرف وبلاء من أهلها أو ممن نزلوا فيها، فبعث إليه الخليفة بأن من نزل الكوفة من غير أهلها فعليه أن يكون تبعًا لأهلها، وأن يحفظ لكل واحد من أهلها منزلته، وأن يعطيهم بقسطهم من الحق.