قصة قصيدة فر الغلام فطار قلب الأحول

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فر الغلام فطار قلب الأحول

أمّا عن مناسبة قصيدة “فر الغلام فطار قلب الأحول” فيروى بأنه عندما انتقل الخليفة المأمون إلى دمشق، خرج من بعد رجل يقال له إبراهيم بن عبد الله وكان يلقب بالأحول المحرر، وكان معه رجل يقال له محمد بن يزداد، وفي يوم من الأيام قام إبراهيم بن عبد الله بالتوجه إلى مجلس أبي هارون وهو نائب محمد بن يزداد، ودخل إليه، ووقف بين يديه، وشكا إليه بأن يشعر بالوحدة الغربة، وبأنه لا يملك المال لكي يعيل نفسه في دمشق، وطلب منه أن يسأل محمد بن يزداد أن يذكره أمام الخليفة، لعله يبره بشيء، فوعده بأنه سوف يكلمه، وبالفعل أخبر ابن هارون محمد بن يزداد أن يكلم الخليفة في أمر إبراهيم بن عبد الله.

وفي يوم وبينما كان ابن يزداد في مجلس الخليفة، كلمه في أمر إبراهيم بن عبد الله، فقال له الخليفة: والله إني أعلم الناس به، وإني أعلم بأنه يبقى بخير ما لم يصبح معه نقود، فإذا رزق فوق حاجته كان ذلك سببًا في فساده، ولكنه وعلى الرغم من معرفته به، فقد أمر له بأربعة آلاف دينار، وعندما أخذ إبراهيم بن عبد الله المال، نزل إلى السوق، وابتاع غلامًا، كما أنه قام بشراء سيف ومتاع، وبقي يشتري، حتى لم يبق معه شيء من النقود.

وعندما رأى غلامه بأنه لم يبق معه أي مال، أخذ كل ما في البيت، وخرج هاربًا من المدينة، فعاد كما كان من قبل، بل أسوأ مما كان عليه، فعاد إلى مجلس أبي هارون، وأخبره بما حصل له، فأمسك أبو هارون بكتاب، وكتب في آخره:

فر الغلام فطار قلب الأحول
وأنا الشفيع وأنت خير مؤمل

وختم الكتاب بختمه، وبعثه معه إلى ابن يزداد، فخرج ومعه الكتاب، وتوجه إلى مجلس ابن يزداد، ودخل عليه، وناوله الكتاب، فقال له: وما الذي في هذا الكتاب، فقال له: لا أعرف، ففتحه فوجده فارغًا، حتى التفت إلى آخره، وقرأ بيت الشعر، فأخذ يضحك، وأمسك بقلم، وكتب تحته:

لو لا تعبث أحولٍ بغلامه
كان الغلام ربيطةً في المنزل

ثم ختم الكتاب بختمه، وبعثه معه إلى الخليفة، فخرج، وتوجه إلى مجلس الخليفة، ودخل إليه، وأعطاه اكتاب، وعندما قرأ ما فيه، قال له: يا عدو الله، تأخذ مني المال، وتشتري فيه غلام يسرق كل ما عندك، فقال له: لا لم أفعل ذلك يا مولاي، فقال له الخليفة: ضع يدك على رأسي وأقسم بأنك لم تفعل، فخاف، فأخذ الخليفة يضحك، ومن أمر له بمال يعطى له كل شهر.

نبذة عن أبي هارون

هو أبو هارون، عاش في العصر العباسي، وهو نائب محمد بن يزداد كاتب المأمون، لم يذكر في التاريخ.


شارك المقالة: