للعرب أيام مشهورة في العصر الجاهلي، ومن هذه الأيام يوم حضورة (حضوة) الذي نقص عليكم قصته.
من هو حدرب بن الغامدية؟
هو جندب بن طريف بن عامر بن عبد الله بن عمش، شاعر وفارس من فرسان العصر الجاهلي.
قصة قصيدة فكم عصبة من هوة حارثية
أما عن مناسبة قصيدة “فكم عصبة من هوة حارثية” فيروى بأن فتيان من قوم آل الحارث الغطريف اتيا في يوم من الأيام إلى حكم من آل دوس، وكانت قبيلة دوس تحتكم إلى هذا الرجل، وكان شيخًا كبيرًا في العمر، وكان كل العرب يحسدونهم عليه، وعندما دخل هذان الغلامان إلى مجلسه، قال له أحدهما: يا عم، أطلب منك أن تحكم بيننا، فقال له: قص علي أمركما، فقال له الغلام: عليك أن ترى بعينيك، فأخرجاه من بيته، وخرجا إلى البرية، فقال له أحدهما: يا عم لقد دخلت شوكة في رجلي، انزعها من فضلك، فاقترب منه الشيخ، ودنا من قدمه، فقام الغلام الآخر بضربه في سيفه، وقتله، وهرب الغلامان.
وعندما وصل خبر ذلك إلى قبيلة دوس، غضبوا غضبًا شديدًا، وبعثوا إلى بني الحارث بأن عليهم أن يقدموا لهم سيدًا من ساداتهم ليقتلوه، ولكن بني الحارث لم يرضوا بذلك، فخرج م قبيلة دوس تسعة وسبعون فارسًا، وأرادوا أن يتموا الثمانون، فمروا برجل من قبيلتهم، وكان ينشد قائلًا:
فإن السلم زائدة نواها
وان نوى المحارب لا يرود
وكان لهذا الرجل حصان قد هرب منه، فقالوا لبعضهم: إنه جبان، ولن يفيدنا، فتركوه وتوجهوا إلى منزل ابن الحارث بن نافع بن سعد بن ثعلبة، وطلبوا منه أن يرسل معهم أحد أبناءه، فأرسل معهم أشجع أبناءه، وقال لهم: قاتلوا القوم في الصباح، ولا تقاتلونهم في الليل، فتقوموا بقتل بعضكم بعضًا، ومن ثم خرجوا إلى قوم بني الحارث، وبقوا في مسيرهم حتى أتوا بيوت بني الحارث، وكان ذلك في الليل، فانتظروا حتى أتى الصباح، ومن ثم افترقوا إلى نصفين، وأغاروا على القبيلة من جهتين، وقاموا بقتل العديد من رجالهم، وتمكنوا من الانتصار عليهم، ومن ثم انصرفوا عائدين إلى ديارهم، وكان من بينهم رجل يقال له حدرب بن الغامدية، وفي خبر ذلك اليوم أنشد قائلًا:
فكم عصبة من هوة حارثية
رددنا بمجود من الرأي يطلب
رميت بسهم الموت حتى لقيتهم
وقلت انا ابن الغامدية جندب
يفخر الشاعر في هذه الأبيات بنفسه وبمن كان معه من مقاتلين حين لقوا قوم بني الحارث، ويقول بأنه قاتلهم وهم يرمون عليه السهام.
الخلاصة من قصة القصيدة: قام غلامان من بني الحارث بقتل شيخ من بني دوس، فغضب بنو دوس، وأخرجوا ثمانين مقاتلًا، أغاروا على قوم بني الحارث، وقتلوا منهم عددًا كبيرًا.