قصة قصيدة فلا أسدا أسب ولا تميما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فلا أسدا أسب ولا تميما

أمّا عن مناسبة قصيدة “فلا أسدا أسب ولا تميما” فيروى بأنه في يوم من الأيام مرّ الأقيشر بحي من أحياء بني عبس، وبينما هو في سوق الحي، وقف معه بعض رجالهم، وبينما هم يتحدثون إليه نادوه باسم الأقيشر، وكان يغضب إن ناداه أحدهم بهذا الاسم، فنظر إليهم لبعض الوقت، وهو غاضب، ومن ثم أنشد قائلًا:

أَتَدعوني الأُقَيشِرَ ذَلِكَ اِسمي
وَأَدعوكَ اِبنَ مُطفِئَةِ السِراجِ

تُناجي خِدنَها بِاللَيلِ سِرّاً
وَرَبُّ الناسِ يَعلَمُ ما تُناجي

وبسبب شعر الأقيشر سمي هذا الرجل بهذا الاسم، ونسب أبنائه بهذا الاسم أيضًا، وبعد ذلك بعدة أيام مرّ برجل يقال له مطر بن ناحية اليربوعي، وكان من سكان الكوفة، وكان ذلك في أيام الضحاك بن قيس الشاري، وكان مطر وقتها واقف على المنبر، يخطب بالقوم، فقال الأقيشر:

أَبَني تَميمٍ ما لِمِنبَرِ مُلكِكُم
لا يَستَقِرُّ قَرارُهُ يَتَمَرمَرُ

إِنَّ المَنابِرَ أَنكَرَت أَستَاهَكُم
فَاِدعوا خُزَيمَةَ يَستَقِرُّ المِنبرُ

خَلَعوا أَميرَ المُؤمِنينَ وَبايَعوا
مَطَراً لَعَمرُكَ بَيعَةٌ لا تَظهَرُ

وَاِستَخلَفوا مَطَراً فَكانَ كَقائِلٍ
بَدَلٌ لَعَمرُكَ مِن يَزيدٍ أَعوَرُ

ووصل خبر ما قال الأقيشر الأسدي إلى جرير بن الخطفى، فتوجه إلى قومه بني أسد، وجلس مع كبيرهم، وقال له: والله لولا الرحم الذي بينكم وبيننا لما اجترأ خلعكم هذا أن يقول فينا شعرًا كهذا، ومن ثم خرج وغادر القوم، وبعدما خرج بعثوا رجالًا إلى الأقيشر وأحضروه، وقاموا بضربه، وبعد ذلك بفترة قام الجرير ببعث رجل إلى الأقيشر، فدخل عليه وقال له: أهجو قومك وأنت تهجو قومي، فقال له الأقيشر: ومن أي قوم أنت؟، فقال له: أنا من بني تميم، فأنشده الأقيشر قائلًا:

فَلا أَسَداً أَسُبُّ وَلا تَميماً
وَكَيفَ يَحِلُّ سَبُّ الأَكرَمينا

وَلَكِنَّ التَقارُضَ حَلَّ بَيني
وَبَينَكَ يا اِبنَ مُضرِطَةِ العَجينا

نبذة عن الأقيشر الأسدي

هو أبو معرض المغيرة بن عبد اللّه بن معرض بن عمرو بن أسد ابن خزيمة بن مدركة، وقد لقب بالأقيشر بسبب لون وجهه الأحمر، ولد في الكوفة في العراق، وهو من شعراء العصر الأموي، عاصر كلًا من جرير والفرزدق، توفي في الكوفة في عام سبعمائة ميلادي.


شارك المقالة: