تعتبر عائلة البرامكة من أشهر العائلات في العصر العباسي، واليوم نقص عليكم بداية ما تسمى بنكبة البرامكة التي انتهت بإبادتهم جميعًا على يد الخليفة هارون الرشيد.
من هو بشار بن برد؟
هو بشار بن برد، شاعر من مخضرمي العصر الأموي والعصر العباسي، ولد في البصرة، وتوفي في بغداد.
قصة قصيدة فلا تبعد فكل فتى سيأتي
أما عن مناسبة قصيدة “فلا تبعد فكل فتى سيأتي” فيروى بأن الخليفة هارون الرشيد قد خرج إلى الحج في العام مائة وسبع وثمانين بعد الهجرة، وقد حج في هذا العام أيضًا يحيى بن خالد البرمكي، وبينما كان يحيى بن خالد أمام الكعبة أخذ يدعو قائلًا: الله إن كنت ترضى بأن يؤخذ مني جميع مالي وأهلي فلن أبالي، ولكن أبق لي منهم ابني الفضل، ومن ثم خرج، ولكنه عاد، ورفع يديه، وقال: وإن كان الفضل معهم، فإنه حكمك، وأنا راضٍ به.
وعندما عاد الخليفة من الحج، ووصل إلى الحيرة، ركب سفينة من هنالك، وتوجه إلى الأنبار، وهنالك قام بإرسال خادمه مسرور وبعث معه رجلًا يقال له حماد بن سالم، ومعهما عدد من الجنود إلى بيت جعفر بن يحيى البرمكي، وأمرهم أن يحضروه إليه، فتوجهوا إلى بيته، ودخلوا إلى مجلسه، وكان عنده مغنيًا من مغنيي العراق يقال له أبو ركانة الأعمى، وكان ينشد شعرًا لبشار بن برد، يقول فيه:
فَلا تَبعُد فَكُلُّ فَتىً سَيَأتي
عَليهِ المَوتُ يَطرُقُ أَو يُغادي
يقول الشاعر في هذا البيت بأن الموت لا بد أن يطرق باب كل إنسان، ولذلك لا يجب على أحد أن يهرب منه.
وَكُلُّ ذَخيَرةٍ لا بُدَّ يَوماً
وَإِن بَقِيَتُ تَصيرُ إِلى نَفادِ
وَلَو يَفدي مِنَ الحَدَثانِ شَيءٌ
فَدَيتُكَ بِالطَريفِ وَبِالتِلادِ
فقال له مسرور: وإن الموت قد طرق بابك، إن أمير المؤمنين قد طلبك، فأخذ يحيى يطلب من مسرور أن يدعه يودع أهله ويوصيهم، فسمح له مسرور بذلك، فدخل إلى أهله، وأوصاهم، وأعتق جميع عبيده، ومن ثم قادوه إلى مجلس الخليفة، فأمر بحبسه، وبينما هو في الحبس أمر بقطع عنقه، فأتاه السياف في السجن، وأخبره بأن الخليفة قد أمره بأن يأتيه برأسه، فقال له: لعل الخليفة سكران، وأمرك بذلك من دون وعي منه، فإن أفاق سوف يعاتبك على قطع رأسي، فعد إليه، وعندما عاد إلى الخليفة، غضب منه الخليفة غضبًا شديدًا، وأعاده لكي يقطع له رأسه.
فأعاد عليه يحيى ما قاله له في المرة الأولى، فعاد إلى الخليفة، وأخبره بذلك، فغضب الخليفة منه، وأخبره بأنه إن لم ياته برأسه، فإنه سوف يقطع رأسه هو الآخر، فعاد إليه، وقطع له رأسه، وأحضره إلى الخليفة، ووضعه بين يديه.
الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن عاد الخليفة هارون الرشيد من الحج في العام المائة والسابع والثمانين بعد الهجرة، أمر بقتل يحيى بن خالد البرمكي.