قصة قصيدة فلو رآني أبو غيلان إذ حسرت

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم خبر قافلة خرجت من مكة إلى بلاد الروم، ورجل منهم يقال له غيلان بن سلمة الثقفي.

قصة قصيدة فلو رآني أبو غيلان إذ حسرت

أما عن مناسبة قصيدة “فلو رآني أبو غيلان إذ حسرت” لغيلان بن سلمة الثقفي فيروى بأن أبو سفيان بن حرب خرج في يوم من الأيام إلى بلاد كسرى في تجارة، وكان معه جماعة من قريش وثقيف، فساروا في ثلاث قوافل، فجمعهم أبو سفيان وقال لهم: إنا في خروجنا ومسيرنا هذا في خطر، فإنا داخلون إلى بلاد لم يأذن لنا ملكها بالدخول إليها، وليس لنا بها متجر، فأي منكم يذهب بإبل، فإن قتلوه فنحن من دمه براء، وإن لم يقتل فله نصف ربحنا؟، فقال غيلان بن سلمة الثقفي: أنا أذهب بها، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

فلو رآني أبو غيلان إذ حسرت
عني الأمور بأمر ما له طبق

لقال رغب ورهب أنت بينهما
حب الحياة وهول النفس والشفق

أما منيف على مجد ومكرمة
أو أسوة لك فيمن تهلك الورق

يقول غيلان في هذه الأبيات بأن أباه لو رآه وقد انكشفت له الأمور ، لقال بأني أرغب بها وأخاف منها، ولكني أبحث عن المجد. 

ومن ثم خرج بالإبل، ودخل البلاد، وتوجه صوب قصر الملك، واستأذن للدخول إلى مجلسه، وعندما دخل سأله كسرى من خلال ترجمانه عن سبب دخوله إلى بلاده بغير إذن، فقال: لست عدوًا، ولكن معي تجارة، فإن أردتها فهي لك، وإن لم تردها ردها إلي، وبينما هو يتكلم سمع صوت الملك، فنزل على الأرض ساجدًا، فسأله كسرى عن سبب ذلك، فقال: سمعت صوتًا مرتفعًا في مكان لا ترفع فيه الأصوات، فظننت أنه صوت الملك فنزلت ساجدًا.

ومن ثم أمر له الملك بمرفقة يضعها تحته، وعندما أخذها ورأى عليها صورته وضعها على رأسه، فسأله الملك عن سبب ذلك، فقال له بأن عندما رأى صورته وضعها على أكرم عضو من أعضاء جسمه، فأعجب كسرى بكلامه، واشترى منه بضاعته بأضعاف ثمنها.


شارك المقالة: