ما لا تعرف عن قصة قصيدة “فليت لي بهم قوما إذا ركبوا”:
هذه القصيدة للشاعر الإسلامي قريط بن أنيف كتب هذه القصيدة والسبب الذي جعله يكتب هذه القصيدة هو أنه في يوم أغار جماعة من بني شيبان على الشاعر وهو من قبيلة العنبر فقاموا بأخذ ثلاثون بعيرًا من إبله فقام باستنجاد قومه فلم ينجده أحد منهم، ثم جاءه رجل يدعى مازن تميم فحدثه عما حصل معه، فركب هو ومعه جماعة وأغاروا على بني شيبان، وسلبوا منهم مائة بعير، وعند عودتهم قاموا بإعطاء قريط بن أنيف المائة ناقة التي أخذوها، فقام قريط بكتابة هذه الأبيات التي طلب فيها من قومه الإنتقام له، ولم يقصد بها أن يلومهم على عدم مساعدته في وجه من أغار عليه وقال:
لَو كنت من مَازِن لم تستبح إبلي
بَنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
إستهل الشاعر قصيدته بمدح بنو مازن وتعظيم شأنهم وقال أن بنو شيبان لو عرفوا أنه من بنو مازن ماقاموا بالإغارة عليه وأخذ إبله.
إِذا لقام بنصري معشر خشن
عِنْد الحفيظة إِن ذُو لوثة لانا
ويقول الشاعر في هذا البيت وإذا أغار علي بنو شيبان سينجدني قوم صعاب أشداء كالحجر الذي لايلين، ولابد أن يأخذوا بحقي من الذين اعتدوا علي وظلموني، فقومي ليسوا ضعاف؛ فالضعيف لايدفع الضيم ولا يحم الحقيقة.
قوم إِذا الشَّرّ أبدى ناجذيه لَهُم
طاروا إِلَيْهِ زرافات ووحدانا
ويصف الشاعر قومه في هذا البيت بأنهم من الذين يقدمون على المكارة ويسارعون إلى الصعاب والشدائد لايتخاذلون ولا يتواكلون، ولا يقومون بانتظار بعضهم البعض، بل أن كل واحد منهم في حال وجود الصعاب يكون في أول الصفوف للإستجابة؛ فيكونون مجتمعين في وجه أي من هذه الصعاب.
لَا يسْأَلُون أَخَاهُم حِين يندبهم
فِي النائبات على مَا قَالَ برهانا
ويصفهم في هذا البيت أنهم إذا دعيوا لنصرة أحدهم على أعدائه أسرعوا لينجدوه من دون أن يسألوا عن سبب، فهم ليسوا من الجبناء الذين يتخاذلون.
لَكِن قومِي وَإِن كَانُوا ذَوي عدد
لَيْسُوا من الشَّرّ فِي شَيْء وَإِن هانا
ويصف الشاعر قومه في هذا البيت بأنهم يتوانون عن الإشتراك في الحروب لقلة حماستهم لها وإن كان عددهم كبير.
يجزون من ظلم أهل الظُّلم مغْفرَة
وَمن إساء أهل السوء إحسانا
ويقول الشاعر في هذا البيت أن قومه من قلة حماستهم وجبنهم قاموا يسامحون الذين يظلموهم، ويحسنون للذين يسيئون لهم.
كَأَن رَبك لم يخلق لخشيته
سواهُم من جَمِيع النَّاس إنْسَانا
في هذا البيت يقول الشاعر أن قلة حماستهم لنجدة أهلهم إنما هي لاحتساب الأجر عند الله كأن الله لم يخلق غيرهم من الناس.
فليت لي بهم قوما إِذا ركبُوا
شدوا الإغارة فُرْسَانًا وركبانا
ويتمنى الشاعر في ها البيت أن يكون له قوم غير القوم الذي هو منهه، فإذا حصل له مثلما حصل سارعوا لنجدته وركبوا لمحاربة أعدائه وأخذوا له بحقه منهم.