قصة قصيدة قالت وأبثثتها وجدي فبحت به

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة قالت وأبثثتها وجدي فبحت به:

أمّا عن مناسبة قصيدة “قالت وأبثثتها وجدي فبحت به” فيروى بأنّه في يوم من الأيام خرجت سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب من بيتها في موكب، وكان معها جواري لها، وأخذ الموكب يسير في أنحاء مدينة البصرة، وبينما هي تسير في المدينة، مر موكبها بعروة بن أذينة، وعندما رأته سكينة، علمت بأنه عروة، وأحبت أن تسأله عن تغزله بالفتيات، وبأنه يدعي بأنه لا يسيء لأي فتاة يتغزل بها، فأمرت الموكب بأن يتوقف عنده، وأوقفته، وقالت له: هل أنت عروة بن اذينة؟، فقال لها عروة: نعم أنا هو فقالت له سكينة: يا أبا عامر، هل أنت من تقول في نفسك بأن عندك مروءة، وأنك حينما تتغزل في الفتيات فإنك تتغزل فيهن بعفة ، وبأنك تقي نفسك شرّ أن تسيء إليهن، فقال لها عروة: بلى، أدعي ذلك، ومن ثم انشد قائلًا:

قالت وأبثثتها وجدي فبحت به
قد كنت عندي تحب السر فاسـتـتـر

ألست تبصر من حولي فقلت لها
غطى هواك وما ألقى على بصري

فقالت له: يا أبا عامر، إنهنَّ حرائر، حتى وإن كان هذا قد خرج من قلب صحيح وسليم، ووالله إنّي لا أعتقد بأنّ من يقول هذا الشعر لم يعشق من قبل.

نبذة عن الشاعر عروة بن أذينة:

هو أبو عامر عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد الله بن رجل بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر الليثي الكناني، ولد في منزل  عند وادي تربان، وهو أحد روافد وادي ملل التابع لمركز الفريش بالقرب من المدينة المنورة، ونشأ في المدينة، وبعد أن ش انتقل إلى العراق، وأقام في البصرة.

هو أحد التابعين، وكان فقيها، وكان أيضًا من ثقات أصحاب حديث رسول الله صل الله عليه وسلم، وعندما كان في البصرة كان يخرج إلى الناس قبل الفجر، ويصيح في شوارعها: “أَفأمِنْ أَهْلُ القُرَى أنْ يَّأْتِيَهم بَأْسُنا بَيَاتاً وهُم نائِمُون. أَوَأَمِن أهْل القُرى أن يأتيَهم بأْسنا ضُحى وهُم يَلعَبونّ” ثم يقول لهم: الصلاة الصلاة.

اتصل بالعديد من خلفاء بني أمية وخاصة الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان، توفي في عام مائة وثلاثون للهجرة.


شارك المقالة: