كان معاوية بن أبي سفيان من مؤيدين الخليفة عثمان بن عفان ومناصريه، وكان يخاف عليه من أعدائه، ومن القصص على ذلك ما حصل قبل أن يخرج إلى الشام من المدينة المنورة، حيث طلب منه الخروج معه إلى الشام، وأوصى عليه الصحابة، وهذا ما سوف نقصه لكم في قصتنا لهذا اليوم.
حالة الشاعر:
كان الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة يشعر بالتشاؤم، وذلك أنه أحس بأن الخليفة عثمان بن عفان سوف يقتل، وسوف يخلفه علي بن أبي طالب.
قصة قصيدة قد علمت ضوامر المطي
أما عن مناسبة قصيدة “قد علمت ضوامر المطي” فيروى بأنه حينما قرر معاوية بن أبي سفيان الخروج إلى الشام، أتاه عثمان بن عفان لكي يودعه، فعرض عليه معاوية أن يخرج معه إلى الشام، وقال له بأن أهل الشام يطيعون أمرائهم، فقال له عثمان: لن أخرج من جوار رسول الله صل الله عليه وسلم، فعرض عليه معاوية أن يبعث له بجيش من الشام يكونون له أنصارًا، فقال له عثمان بأنه يخاف أن يضيق بهم مدينة رسول الله.
ومن ثم خرج معاوية بن أبي سفيان، وعلى جنبه سيفه، وقوسه في يده، وبينما هو خارج مر على جماعة من الأنصار والمهاجرين، وكان من بينهم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة رضي الله عنهم، فوقف عندهم، ووصَّاهم على عثمان، ومن ثم انصرف صوب الشام.
ويروى بأن معاوية بن أبي سفيان قد استشعر في نفسه، من قدمته هذه إلى المدينة المنورة، وكان سبب ذلك أنه بينما كان في طريقه إلى المدينة سمع حاديًا ينشد أبياتًا من الشعر، وفيها قال:
قد علمت ضوامر المطي
وضمرات عوج القسي
أن الأمير بعده علي
وفي الزبير خلف رضي
وطلحة الحامي لها ولي
يقول الشاعر في هذه الأبيات بأنه من بعد الخليفة عثمان بن عفان سوف يصبح علي بن أبي طالب خليفة.
وعندما سمع معاية بن أبي سفيان بقي ذلك في نفسه، حتى كان ما كان من مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه في العام التالي.
الخلاصة: قبل أن يخرج معاوية بن أبي سفيان إلى الشام طلب من عثمان بن عفان أن يخرج معه إلى هنالك، ولكن عثمان رفض، وفضل البقاء في المدينة، وقبل أن يخرج معاية أوصى الصحابة على عثمان.