قصة قصيدة قد فلت إذ غيبوك واصطفقت

اقرأ في هذا المقال


لكل خليفة من خلفاء بني العباس خصائص تميزه عن بقية الخلفاء، واليوم نقص عليكم شيئًا من صفات الخليفة المعتصم بالله بن هارون الرشيد، وشيئًا من سيرته.

من هو محمد بن عبد الملك؟

هو أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، وهو شاعر من شعراء العصر العباسي، ووزير الخليفة العباسي المعتصم بالله، ولد في العراق، وتوفي فيها.

قصة قصيدة قد فلت إذ غيبوك واصطفقت

أما عن مناسبة قصيدة “قد فلت إذ غيبوك واصطفقت” فيروى بأن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد وهو ثامن الخلفاء من بني العباس كان رجلًا شجاعًا، صاحب همة عالية، وكان قويًا، قوته مفرطة، وقد كان المعتصم بالله أميًا، حيث كان يقرأ ويكتب قراءة ضعيفة، وكان سبب ضعفه في القراءة والكتابة أنه عندما كان غلامًا كان يذهب إلى الكتّاب ومعه صديق له، وفي يوم من الأيام توفي صديقه، فأخبره والده هارون الرشيد بخبر وفاة صديقه، ومنذ ذلك اليوم لم يذهب إلى الكتّاب، ولكنه وعلى الرغم من ذلك فقد كان فصيحًا صاحب هيبة، حتى أنه يروى بأنه كان من أهيب الخلفاء العباسيين.

وفي يوم من الأيام بعث إليه ملك الروم بكتاب، وقام بتهديده في هذا الكتاب، فأمر كاتبه أن يكتب: لقد قرأت كتابك، ولن تقرأ الجواب، بل سوف تراه، وسوف تعلمون لمن عقبى الدار، وقام بغزو الروم، وتمكن من هزيمتهم شر هزيمة، وقام بفتح مدينة عمورية، وقتل ثلاثين ألفًا من أهلها، ومن ثم قام بحرقها، وأعاد معه بابها إلى مدينة بغداد.

وعندما توفي قام وزير من وزراءه يقال له محمد بن عبد الملك برثائه في قصيدة قال فيها:

قد فلتُ إذ غيبوك واصطفقت
عليك أيدي التراب والطين

اذهب فنعم الحفيظ كنت على الدنيا
ونعم الظهير للدين

يرثو الشاعر في هذا البيت الخليفة المعتصم بالله، ويقول بأن كان في حياته أفضل حافظ للمسلمين، وأفضل من كان يدافع عن دين الإسلام.

لا جبر الله أمة فقدت
مثلك إلا بمثل هارون

ورثاه مروان بن أبي الجنوب بقصيدة قال فيها:

أبو إسحاق مات ضحى فمتنا
وأمسينا بهارون حيينا

لئن جاء الخميس بما كرهنا
لقد جاء الخميس بما هوينا

الخلاصة من قصة القصيدة: كان الخليفة المعتصم بالله من أهيب خلفاء بني العباس، وكان شجاعًا لا يهاب أحد، حتى أنه قد توعد ملك الروم، وحقق وعيده، عندما غزاهم، وتمكن من هزيمتهم.


شارك المقالة: