قصة قصيدة قد قبلنا من الجميع كتابا

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم شيئًا من سيرة الصاحب بن عباد، وزير مؤيد الدولة البويهي.

قصة قصيدة قد قبلنا من الجميع كتابا

أما عن مناسبة قصيدة “قد قبلنا من الجميع كتابا ” للصاحب بن عباد فيروى بأن ابن عباد كان وزيرًا لمؤيد الدولة البويهي، وقد اشتهر بكونه صاحب علم وفضيلة وبراعة وكرم وإحسان إلى العلماء والفقراء، فقد اعتاد على أن يبعث إلى بغداد في كل عام خمسة آلاف دينار، فتوزع على أهل العلم هنالك.

ويروى بأنه كان ذو علم غزير في الأدب، وأن له مصنفات عديدة في فنون العلم، وكان يملك عددًا كبيرًا من الكتب، فكان إذا أراد نقلها من مكان إلى مكان آخر حملت على أربعمائة بعير، ولم يكن من الوزراء في الدولة البويهية وزيرًا مثله أو حتى قريب منه في ما كان يملك من فضائل.

وكان الصاحب بن عباد يحب علوم الشريعة، ويكره الفلسفة وما شابهها من علم الكلام والآراء البدعية، وكان قد سمع الحديث من العديد من المشايخ الحسان الإسناد، وفي يوم عقد له مجلس للإملاء، ففرح الناس بحضوره واحتفلوا به، وحضر المجلس عدد من الأمراء وكبار الدولة، وقبل أن يدخل إلى المجلس ارتدى زي الفقهاء وتاب إلى الله تعالى، وأناب مما يعانيه من أمور السلطان، وفي هذا المجلس ذكر للحاضرين بأنه أمضى حياته يأكل من أموال أبيه وجده، وأنه يخالط السلطان وهو تائب إلى الله مما يمارسه.

وفي يوم من الأيام بعث له قاضي قزوين بهدية كتب شرعية، وبعث له معها بكتاب قال فيه:

العميدي عبد كافي الكفاة وأنه
أعقل في وجوه القضاة

خدم المجلس الرفيع، بكتب
منعمات، من حسنها مترعات

وعندما وصلت الكتب إليه، أخذ كتابًا واحدًا منها، وأعاد ما تبقى منها، وكتب للقاضي كتاب قال له فيه:

قد قبلنا من الجميع كتابا
ورددنا لوقتها الباقيات

يقول الصاحب بن عباد في هذا البيت: لقد قبلت منك كتابًا واحدًا، وأعدت لك بقيتها لوقت معلوم.

لست أستغنم الكثير وطبعي
قول: خذ ليس مذهبي قول هات

المصدر: كتاب "وفيات الأعيان" تأليف ابن خلكان كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الكامل في التاريخ" تأليف عز الدين ابن الأثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: