قصة قصيدة قد كنت أحسب أن الشمس واحدة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة قد كنت أحسب أن الشمس واحدة:

بالنسبة لمناسبة قصيدة “قد كنت أحسب أن الشمس واحدة”، فيروى أنه في يوم من الأيام كان أحد الأشراف يمشي في المدينة، وبينما هو يمشي مرّ من عند مقبرة، ووجد عند هذه المقبرة فتاة شديدة الجمال ترتدي ثوبًا لونه أسود، فنظر إليها وبقي ينظر إليها، وأحبها وعلقت في قلبه، فكتب إليها قائلًا:

قد كنتُ أحسب أن الشمس واحدة
والبدر في منظرٍ بالحسن موصوفُ

حتى رأيتُك في أثواب ثاكلةٍ
سُودٍ وصدغُك فوق الخد معطوف

فرُحتُ والقلبُ مني هائم دَنِفٌ
والكبد حرّي ودمع العين مذروف

رُدّي الجواب ففيه الشكر واغتنمي
وصل المحب الذي بالحب مشغوف

ورمى إليها بالورقة، فأمسكت بها وقرأتها، فأمسكت بورقة وكتب ردًا على ما قد بعث إليها قائلة:

إن كنت ذا حسبٍ زاكٍ وذا نسبٍ
إن الشريف بغض الطرف معروف

إن الزناة أُناسٌ لا خلاق لهم
فاعلم بأنك يوم الدين موقوف

واقطع رجاك لحاك الله من رجلٍ
فإن قلبي عن الفحشاء مصروف

ورمت له بها، وعندما أمسك بالورقة وقرأ ما كتبت تلك الفتاة، ندم على ما بعث لها، وقال في نفسه: كيف تكون امرأة أشجع منك؟، وعاد أدراجه إلى منزله، وتاب عما كان فيه، ولبس رداءً من الصوف واعتكف في المسجد الحرام.

وفي يوم من الأيام وبينما هو يطوف، لمح تلك الجارية التي كانت سببًا في توبته، وقد كانت هي الأخرى ترتدي ثوبًا من الصوف، فأوقفها، وعندما عرفته قالت له: ما أليق الذي ترتديه بالشريف، فقال لها الرجل: هل لك في المباح؟، أريد أن أتزوج منك، فقالت له الفتاة: لقد كنت من قبل أن أعرف الله وأحبه أريد أن أتزوج وأحلم في اليوم الذي أصبح فيه زوجة لأحدهم، ولكني الآن قد شغلت بحب الله عن حب عباده، وابتعدت وأكملت طوافها وهي تنشد قائلة:

فطفنا فلاحت في الطواف لوائحٌ
غنينا بها عن كلّ مرْأى ومَسْمَع

حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة:

كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة التعجب من جمال الفتاة التي لقيها، واصفًا إياها بالشمس، وعنما رآها وقع في حبها، وتعلق بها.


شارك المقالة: