قصة قصيدة قد منحت القوم رشدا ناصحا

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم ما حصل مع قوم عاد عندما لم يؤمنوا بالله، وما كان منهم، وكيف أدى كل ذلك إلى أن أهلكهم الله تعالى.

من هو ميسعان بن عفير؟

هو ميسعان بن عفير، رجل من قوم عاد، آمن بالله، وبرسالة هود عليه السلام، فنجا من الريح.

قصة قصيدة قد منحت القوم رشدا ناصحا

أما عن مناسبة قصيدة “قد منحت القوم رشدا ناصحا” فيروى بأن وفدًا من قوم عاد يتكون من ثلاثة آلاف رجل إلى هود عليه السلام، وعندما أتوه سألوه أن يخرج لهم مدينة من الجنة في الحفيف، والحفيف هو نهر يسير فيه الماء ليلًا، وفي النهار يسير فيه الرمل من شدة الرياح والعواصف، ومن ثم قالوا له: إن أخرجتها لنا هنالك لك منا عهد أن نؤمن بالله، وأن لا نعصيه بعد ذلك أبدًا، فخرج هود معهم حتى وصلوا إلى الحفيف، وتوقفوا هنالك، فأخبرهم هود أن يذهبوا إلى موضع، وينتظروا هنالك حتى يهب عليهم نسيم رائحته كالمسك، وعندما يهب عليهم هذا النسيم أن يعودوا إليه على الفور، فتوجهوا إلى ذلك الموضع.

وعندما ذهبوا ناجى هود ربه أن يخرج تلك المدينة فأخرجها لهم، وعندما رأوا تلك المدينة غشيت أبصارهم، وخشعت قلوبهم، فقال لهم هود: هذه التي اسمها على اسم أبيكم أرم، فإن آمنتم بالله كانت لكم فضيلة، وإن لم تفعلوا فإن الله سوف يهلككم، فدخلوا إليها، وعندها عموا، فقال لهم رجل منهم يقال له ميسعان بن عفير: ويحكم آمنوا فإنها برهان على أن هودًا صادق، ولكنهم قالوا بأن هود ساحر من بابل، فقال لهم ميسعان بأنه آمن بما أتى به هود، ومن ثم سار القوم معه وهو يعظهم، حتى وصلوا إلى مكان يقال له المعتال، وهنالك أنزل الله عليهم نارًا ريح صرصر، فأحرقوا إلا ميسعان، فانطلق حتى عاد ليلًا، واستوى على شرفة قريبة من رقده، وأخذ ينشد بصوت عالٍ:

قد منحت القوم رشداً ناصحاً
فأبى لي النصح من قد وفدوا

يقول الشاعر في هذا البيت بأن قد نصح قومه بأن يؤمنوا بالله تعالى، ولكنهم رفضوا.

آمنوا بالله وارضوا بالذي
قال هود يال قوم اعبدوا

بعد أن ساروا وسألوا آية
فرضوها بعد عقد عقدوا

جعلوا الآية فيهم نسبا
كانتساب الأب لما وردوا

ثم قالوا إنما هم أرم
وهي بحر عليها وكدوا

فرضي هود بما قالوا معا
فسني المسك ولاح العمد

قد رضوها فرأوها نسبا
واليها بعد عاد قصدوا

ثم خانوا بعد صلح ورضي
وعهود لنبي عهدوا

إنما مهرج شؤم وبه
عن هوى هود لعمري عمدوا

حلت النار لهم فاحترقوا
وكذا النار عليهم تقدُ

أوقد النار عليهم خيرهم
ما نجا غيري منهم أحد

ويل عاد يا ويل لهم
قدموا شيئاً فها هم وجدوا

الخلاصة من قصة القصيدة: خرج وفد من قوم عاد إلى هود عليه السلام، وطلبوا منه أن يخرج لهم مدينة من الجنة، فأخرجها لهم، ولكنهم لم يؤمنوا، فأهلكهم الله سوى رجل منهم آمن.


شارك المقالة: