قصة قصيدة قرعتها بالمزاج يد

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر ابن الأعرابي حينما استدعاه الخليفة العباسي المأمون، وسأله عن شعر الخمر وشعر لهند بنت عتبة.

من هو أبو نواس؟

هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، شاعر من شعراء العصر العباسي، توفي في بغداد.

قصة قصيدة قرعتها بالمزاج يد

أما عن مناسبة قصيدة “قرعتها بالمزاج يد” فيروى بأن الخليفة العباسي المأمون بعث في يوم من الأيام في طلب ابن الأعرابي، فخرج ابن الأعرابي من بيته وتوجه إلى الخليفة، ووجده في بستان يحيى بن الأكثم، ورآه هو ويحيى يتمشيان في ذلك البستان، فجلس ينتظره، وبينما هو جالس أقبل الخليفة، فقام ابن الأعرابي ورد عليه السلام، فرد الخليفة على ابن الأعرابي سلامه، ومن ثم التفت إلى يحيى بن الأكثم، وقال له: يا أبا محمد، والله إن أدب ابن الأعرابي حسن، فعندما رآنا ونحن مبتعدان جلس، وعندما رآنا ونحن مقبلان قام ورد السلام، ومن ثم التفت إلى ابن الأعرابي وقال له: يا محمد، حدثني عن أحسن شعر سمعته في الشراب، فقال له ابن الأعرابي شعر للأقيشر السعدي قال فينره:

تُريكَ القَذى مِن دونِها وَهيَ دونَهُ
لِوَجهِ أَخيها في الإِناءِ قُطوبُ

كُمَيتٌ إِذا فُضَّت وَفي الكَأَسِ وَردَةٌ
لَها في عِظامِ الشارِبينَ دَبيبُ

فقال له الخليفة: ولكن لأبي نواس شعر أحسن من هذا الشعر عندما قال:

قَرَّعَتها بِالمِزاجِ يَدٌ
خُلِقَت لِلكَأسِ وَالقَلَمِ

في نَدامى سادَةٍ نُجُبٍ
أَخَذوا اللَذّاتِ مِن أُمَمِ

فَتَمَشَّت في مَفاصِلِهِم
كَتَمَشّي البُرءِ في السَقَمِ

يصف الشاعر أبو نواس في هذه الأبيات الحال التي أصبح عليها القوم عندما شربوا الخمر، وقد سرى في جسمهم كما يمشي الدواء في المرض، فيبرأه مما هو فيه.

فَعَلَت في البَيتِ إِذ مُزِجَت
مِثلَ فِعلِ الصُبحِ في الظُلَمِ

فَاهتَدى ساري الظَلامِ بِها
كَاهتِداءِ السَفرِ بِالعَلَمِ

فقال له ابن الأعرابي: فائدة يا أمير المؤمنين، فقال له الخليفة: إذن أخبرني عن شعر هند بنت عتبة:

نحن بنات طارق
نمشي على النمارق

مشي القطا الموانق
قيدي مع المفارق

ومن أبى نفارق
إن تقبلوا نعانق

أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق

هل من كريم عاشق
يحمي عن العوانق

والمسك في المفارق
والدر في المخانق

ومن ثم أكمل الخليفة قائلًا: فمن هو هذا الطارق؟، فنظر ابن الأعرابي في نسب هند، ولم يتمكن من إيجاده، فقال له: يا أمير المؤمنين، لا يوجد طارق في نسبها، فقال له الخليفة: أعرف ذلك، ولكنها أرادت النجم، فانتسبت إليه لشدة حسنها وجمالها، فقال له ابن الأعرابي: هكذا أصبحن فائدتان يا مولاي، فدفع له الخليفة بعنبرة كانت في يده، فشكره ابن الأعرابي، وانصرف من عنده، ومن ثم باع هذه العنبرة بخمسة آلاف درهم.

الخلاصة من قصة القصيدة: استدعى الخليفة المأمون في يوم ابن الأعرابي، وسأله في شعر الخمر، ومن ثم سأله عن شعر لهند بنت عتبة.

المصدر: كتاب "تاريخ بغداد" تأليف الخطيب البغداديكتاب "تاريخ مدينة دمشق" تأليف ابن عساكر الدمشقيكتاب "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" تأليف ابن الجوزي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: