كان العديد من الخلفاء يصدقون المنجمين، ويستمعون لهم، ومن هؤلاء الخلفاء الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، الذي استدعى في يوم أحد المنجمين، وطلب منه أن يخبره بطالع مدينة بغداد، فأخبره بأنه لن يموت فيها خليفة.
من هو أبو جعفر المنصور؟
أبو جعفر عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، الخليفة العباسي الثاني.
قصة قصيدة قضى ربها أن لا يموت خليفة
أما عن مناسبة قصيدة “قضى ربها أن لا يموت خليفة” فيروى بأن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بعد أن أكمل بناء مدينة بغداد، جلس في يوم من الأيام في مجلسه، وبينما هو جالس استدعى أحد لرجاله، وأمره بأن يخرج ويحضر له أحد منجمي المدينة، فخرج الرجل إلى المنجم، وأحضره إلى مجلس الخليفة، وأدخله إليه، فوقف المنجم بين يدي الخليفة، ورد عليه السلام، فرد عليه الخليفة سلامه، وأمره بأن يأخذ له طالع مدينة بغداد، فنظر المنجم في طالعها، وأخبره بأن النجوم تدله على أن زمانها طويل، وعماراتها سوف تصبح أكثر، وأن البشر سوف ينصبون إليها، وبأن من فيها من ناس سوف يصبحون فقراء.
ومن ثم قال المنجم للخليفة: وأبشرك يا مولاي بأنه لن يوت في هذه المدينة أحد من الخلفاء أبدًا، ففرح الخليفة مما سمع من المنجم، ومن ثم قال: الحمد لله، فإن ذلك فضل من الله يؤتيه لمن يشاء من عباده، والله ذو الفضل العظيم، ويروى بأنه أنشد في خبر ذلك بيتًا من الشعر قائلًا:
قضى ربها أن لا يموت خليفة
بها إنه ما شاء في خلقه يقضي
يقول الشاعر في هذا البيت بأن الله تعالى قد أراد أن لا يموت خليفة في مدينة بغداد، وبأن الله يقضي ما يشاء في عباده.
وقد قال البعض بأن الخليفة الأمين قد قتل في منطقة من مناطق مدينة بغداد يقال لها درب الأنبار، وذكر خبر ذلك إلى أحد قضاة مدينة بغداد يقال له القاضي أبي القاسم علي بن حسن التنوخي، فقال لهم بأن محمد الأمين لم يقتل في مدينة بغداد، ولكنه كان قد نزل في مركب إلى نهر الدجلة، وكان يريد أن يتنزه في النهر، وبينما هو على مركبه قبض عليه، وتم قتله هنالك.
الخلاصة من قصة القصيدة: استدعى الخليفة أحد المنجمين، وطلب منه أن يخبره بطالع مدينة بغداد، فأخبره بأنه لن يموت بها خليفة أبدًا، ففرح الخليفة بذلك، وأنشد شعرًا.