قصة قصيدة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

لابد لكل إنسان أن يعتقد بأنه أفضل شخص في مجال عمله، ومن هؤلاء الناس الشعراء، فكل شاعر منهم يعتقد بأنه أفضل شاعر في زمانه، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا امرؤ القيس الذي بالنسبة له هو أفضل شعراء زمانه.

أما عن مناسبة قصيدة “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل” فيروى بأن امرأ القيس احتكم في يوم من الأيام إلى زوجته أم جندب أميمة الطائية، وكان هو وعلقمة الفحل يتجادلان في أيهما أفضل شعرًا من الآخر، وجلس الاثنان، وأخذ كلًا منهما ينشد شعرًا من شعره، فحكمت زوجته بأن علقمه الفحل أشعر منه، فغضب امرؤ القيس غضبًا شديدً، وقال لزوجته: إنه ليس أشعر مني، ولكنك له عاشقة، وطلقها.

وكانت هذه الواقعة قد حدثت في احلك الظروف له، فقد أخذ يتنقل بين قبائل نجد واليمن والعراق، وهو يطلب منهم أن ينصروه لكي يسترد ملك أبيه، فنزل عند بني طي، وأقام عندهم طويلًا، وتزوج منهم أم جندب، ولكنه لم يهتم بها، مقابل استعادة ملكه الزائل انتصارًا منه لكرامته وغيرته، وقد أنشد امرؤ القيس قصائد عديدة في حب زوجته أم جندب، ولكن هذه القصائد لم تلامس فؤادها، فهي تعرف بأنه لا يزال يحب ابنة عمه فاطمة، التي ذكر اسمها في قصيدته التي قال فيها:

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا
وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مَطِيَّهُمْ
يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ مَهَراقَةٌ
فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ

فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي

أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ
وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ

وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِيْ
فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ

إذ يشير إليها بقوله:

أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ
وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي

وَإنْ كنتِ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّيْ خَليْقَةٌ
فَسُلِّيْ ثِيَابِيْ مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ

أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ

يعتذر امرؤ القيس في هذه الأبيات من ابنة عمه فاطمة، ويطلب منها أن تسامحه على ما بدر منه تجاهها، وأن ترجع إليه.

فعندما سمعت هذه القصيدة علمت بأنها ما هي إلا محطة عابرة في حياته، يداوي فيها جراحه حزنًا على فراق أبيه، وشوقًا لابنة عمه فاطمة.

نبذة عن امرؤ القيس

امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، ذو مكانة رفيعة، وهو من أبرز الشعراء في التاريخ، ووصف بأنه أشعر الناس، وهو من أصحاب المعلقات.

الخلاصة من قصة القصيدة: احتكم امرؤ القيس وعلقمة الفحل إلى زوجة امرؤ القيس، فحكمت بأن علقمة الفحل أشعر منه، وكان من سبب ذلك أنها تعلم بأن زوجها ما زال يحب ابنة عمه فاطمة وبأنه لا يحبها.


شارك المقالة: