ما يكون من العارفين بالله إلا احترام رسول الله صل الله عليه وسلم وتقديره، وهذا ما كان يفعله علماء الإسلام عند ذكره، فكانوا يقفون كلما سمعوا اسمه، واليوم نقص عليم ما كان من الإمام تقي الدين السبكي عند سماعه لشعر في مدحه.
من هو الصرصري؟
هو أبو زكريا جمال الدين الصرصري، شيخ وأديب وشاعر، من أهل بغداد في العراق، اشتهر بشعر مديح رسول الله صل الله عليه وسلم.
قصة قصيدة قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب
أما عن مناسبة قصيدة “قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب” فيروى بأن جرت العادة عند أهل العلم بأنه إن ذكر اسم النبي صل الله عليه وسلم أمامهم قاموا احترامًا منهم وتقديرًا لمكانته صل الله عليه وسلم، وعلى الرغم من أن ما يقومون به هو بدعة، إلا أنها بدعة حسنة، فليست كل بدعة مذمومة، وقد وجد القيام عند ذكر اسمه صل الله عليه وسلم من أحد كبار علماء الأمة ومقتدي الأئمة دينًا وورعًا وتقًى، وهو الإمام تقي الدين السبكي، وتبعه على هذا الأمر العديد من علماء المسلمين في عصره، وما تبعه من عصور.
فقروى بأنه في يوم من الأيام كان الإمام تقي الدين السبكي في مجلسه، وكان قد اجتمع عنده في ذلك اليوم عدد كبير من علماء مصر، وبينما هم جالسون أخذ أحد المنشدين ينشد قصيدة للشاعر الصرصري مدح فيها الرسول صل الله عليه وسلم، وفيها قال:
قليلٌ لِمَدْحِ الْمُصْطَفَى الْخَطُّ بِالذَّهَبْ
على وَرِقٍ مِن كَفِّ أَحْسَنِ مَنْ كَتَبْ
يمدح الشاعر في هذا البيت رسول الله صل الله عليه وسلم، ويقول بأنه قليل في مدحه الكتابة بالذهب، وأن تكون هذه الكتابة على ورق مكتوبة بيد أفضل من كتب.
وأَنْ تَنْهَضَ الأَشْرَافُ عِنْدَ سَمَاعِـِه
قِيَامًا صُفُوفًا أوْ جُثِيًّا عَلَى الرُّكَـــبْ
أمَا اللهُ تَعْظِيمًا لَهُ كَتَبَ اسْمَـهُ
عَلَى عَرْشِهِ؟ يا رُتْبَةً سَمَتِ الرُّتَـبْ!
وعندما سمع الإمام تقي الدين السبكي رحة الله عليه ما أنشد ذلك المنشد، وقف تقديرًا واحترامًا، وتبعه بفعل لك كل من كان في المجلس، فحصل أنس كبير في ذلك المجلس.
الخلاصة من قصة القصيدة: اعتاد علماء المسلمين في العصور السابقة وحتى عصرنا هذا على القيام عند سماعهم اسم رسول الله صل الله عليه وسلم، ومنهم العالم تقي الدين السبكي الذي اعتاد على الوقوف كلما سمع اسم رسول الله، ومن ذلك سماعه لشعر في مدح الرسول، فوقف هو وجميع الحاضرين.