نروي لكم اليوم شيئًا من خبر الشاعر عرقلة الدمشقي، ومن ذلك موقف طريف حصل له مع الناصر صلاح الدين الأيوبي.
من هو حسان بن نمير؟
هو أبو الندى حسان بن نمير بن عجل بن بني وبرة بن الحلاج الكلبي الدمشقي، اشتهر بعرقلة الدمشقي وعرقلة الأعور، شاعر نت شعراء العصر العباسي، كان ملازمًا لصلاح الدين الأيوبي.
قصة قصيدة قل للصلاح معيني عند إعساري
أما عن مناسبة قصيدة “قل للصلاح معيني عند إعساري” فيروى بأن أبو الندى حسان بن نمير وهو من حاضرة دمشق، كان من الرجال المقربون من القصر، وكان مما يميزه أنه كان أعورًا، ومن شعره في ذلك أنه قال في يوم:
أَقولُ والقلبُ في همٍّ وتعذيبِ
يا كلَّ يوسفَ ارحم نصف يعقوبِ
وكان حلو المنادمة، صاحب نوادر لطيفة، كثير العاشرة للأمراء، وكان شاعرًا مستطرف الهجاء، بقي خصيصًا بأمراء بني أيوب، يجالسهم وينادمهم، ويستطيبون بالجلوس معه قبل أن يملكوا القصر، وكان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب من أكثرهم حبًا لمجالسته، وسماع نوادره، وله فيه مدائح، ومما أنشد فيه مادحًا أنه في يوم من الأيام وعده بأنه عندما يصبح ملكًا لمصر فإن له منه ألف دينار، وعندما أصبح ملكًا على مصر، دخل عليه في يوم وأنشده قائلًا:
قل للصّلاح مُعيني عند إِعساري
يا أَلف مولاي أَين الأَلفُ دينار
يمدخ الشاعر صلاح الدين الأيوبي ويذكره بالألف دينار التي وعده بها، ويقول قل لصلاح الدين الذي يعينني عندما أكون محتاجًا، يا مولاي أين الألف دينار التي وعدتني بها.
أَخشى من الأَسْر إِن حاولت أَرضكم
وما تفي جَنّة الفردوس بالنّار
فجُدْ بها عاضِديّاتٍ مُسطَّرَةً
مِنْ بعض ما خلف الطاغي أَبو العار
حُمراً كأَسيافكم غُرّاً كخيلكمُ
عُتْقاً ثِقالاً كأَعدائي وأَطماري
فأعطاه صلاح الدين الألف دينار التي وعده بها.
ومن جملة ما قال فيه:
الحمد لله السّميع المجيبْ
قد هلَك الشِّرْك وضلّ الصّليبْ
يا ساكني أَكناف مصر أَنا
أَبو نُوَاس والصلاحُ الخصيب
ومن ثم عاد إلى دمشق وهو مسرور فرح، وكان ذلك في آخر أيام حياته واقتراب أجل وفاته.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان عرقلة الدمشقي صاحب أخبار طريفة، وكان دائم المجالسة لأمراء بني أيوب، وخاصة صلاح الدين الأيوبي.