قصة قصيدة كأن أبا حفص قتيبة لم يسر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة كأن أبا حفص قتيبة لم يسر:

أمّا عن مناسبة قصيدة “كأن أبا حفص قتيبة لم يسر” فيروى بأن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة أبو حفص الباهلي كان من أفضل الأمراء ومن ساداتهم، وكان قائدًا شامخ الهامة، شجاع وصاحب حروب وفتوحات، رأيه حميد، وقد اهتدى على يديه عدد كبير من الناس فدخلوا في الإسلام.

في يوم عزم قتيبة بن مسلم على أن يخلع سليمان بن عبد الملك بن مروان وأن يترك طاعته، فجمع لذلك الرجال، وأخبرهم بنيته، ودفع لهم الأموال، ولكن أحدًا منهم لم يقبل بأن يسير معه، فذمهم على ذلك وأنبهم، فغضبوا منه وابتعدوا عنه وتفرقوا، وسعوا إلى قتله، وعينوا رجلًا يدعى كيع بن أبي سود لفعل ذلك، فقام بجمع عدد من الرجال، وأخذ يتبعه حتى استطاع أن يدركه، وقام بقتاله، ولم يكن مع قتيبة بن مسلم عدد كاف من الرجال يومها لقتال كيع ورجاله، فتمكن كيع من قتله هو وأحد عشر رجل من أقربائه، وإخوانه، وقال الطرماح في هذه الواقعة التي قتل فيها قتيبة:

لولا فوارس مذحج ابنة مذحج
والأزد زعزع واستبيح العسكر

وتقطعت بهم البلاد ولم يؤب
منهم إلى أهل العراق مخبر

واستضلعت عقد الجماعة وازدرى
أمر الخليفة واستحل المنكر

قوم همو قتلوا قتيبة عنوة
والخيل جانحة عليها العثير

بالمرج مرج الصين حيث تبينت
مضر العراق من الأعز الأكبر

إذ حالفت جزعا ربيعة كلها
وتفرقت مضر ومن يتمضر

وتقدمت أزد العراق ومذحج
للموت يجمعها أبوها الأكبر

قحطان تضرب رأس كل مدجج
تحمي بصائرهن إذ لا تبصر

وقد توفي في منطقة من مناطق خراسان تدعى عن عمر يناهز الثمانية والأربعون، وقد رثاه عبد الرحمن بن جمانة الباهلي فقال :

كأن أبا حفص قتيبة لم يسر
بجيش إلى جيش ولم يعل منبرا

ولم تخفق الرايات والقوم حوله
وقوف ولم يشهد له الناس عسكرا

دعته المنايا فاستجاب لربه
وراح إلى الجنات عفا مطهرا

فما رزئ الإسلام بعد محمد
بمثل أبي حفص فبكيه عبهرا

نبذة عن الشاعر رثاه عبد الرحمن بن جمانة الباهلي:

هو عبد الرحمن بن جمانة الباهلي، من شعراء العصر الأموي.


شارك المقالة: