قصة قصيدة كادت تهال من الأصوات راحلتي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة كادت تهال من الأصوات راحلتي

أمّا عن مناسبة قصيدة “كادت تهال من الأصوات راحلتي” فيروى بأنه في يوم من الأيام خرج النابغة الذبياني من بيته، وأخذ معه ناقة له، وتوجه إلى سوق بني قينقاع، وبينما هو في طريقه إلى السوق، رآه رجل يقال له الربيع بن أبي الحقيق من أعلى بيته، فنزل ولحق به، ودخل معه إلى السوق، وكان وقتها مليئًا بالناس، وكان الطريق الذي يمشيان به ضيقًا، وضاقت على ناقة الذبياني، فأخذت الناقة تتحرك بطريقة غريبة، فأنشد النابغة قائلًا:

كادت تهال من الأصوات راحلتي

ومن ثم التفت إلى الربيع، وقال له: أجز يا ربيع، وكان يريد أن يتحداه وينافسه، فأنشد الربيع قائلًا:

كادت تهال من الأصوات راحلتي
والنفر منها إذا ما أوجست خلق

فقال النابغة الذبياني للربيع: والله إني لم أر شعرًا كاليوم، ثم أكمل قائلًا:

لولا أنهنها بالسوط لاجتذبت

ومن ثم التفت إلى الربيع، وقال له: أجز يا ربيع، فأنشد الربيع قائلًا:

لولا أنهنها بالسوط لاجتذبت
مني الزمام وإني راكب لبق

ومن ثم أنشد النابغة الذبياني قائلًا:

قد ملت الحبس في الآطام واستعفت

والتفت إلى ربيع، وقال له: أجز يا ربيع، فأخذ الربيع ينشد قائلًا:

قد ملت الحبس في الآطام واستعفت
إلى مناهلها لو أنها طلق

فالتفت النابغة الذبياني إليه، وقال له مادحًا إياه: والله إنك أشعر الناس.

نبذة عن الربيع بن أبي الحقيق

هو الربيع بن أبي الحقيق القرطي الخيبري، وهو فارس وشاعر يهودي، عاش في العصر الجاهلي، وهو من أهل خيبر، وقد توفي الربيع قبل أن يهاجر الرسول صل الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بفترة وجيزة، وكان له ثلاثة من الأبناء، وكانوا من أشد أعداء الإسلام وهم الربيع وكنانة وأبو رافع سلام، فقد آذوا المسلمين وخانوهم في غزوة الخندق، وقد تزوج الرسول صل الله عليه وسلم من أرملة كنانة وهي صفية بنت حيي بن أخطب.

كان الربيع بن أبي الحقيق سيدًا من سادات قومه، وهم بني قرظه، صاحب واحدًا من أشهر الشعراء الجاهليين وأشعرهم، وأحد أصحاب المعلقات، وهو النابغة الذبياني.


شارك المقالة: