قصة قصيدة كان لي يا يزيد حبك حينا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة كان لي يا يزيد حبك حينا

أمّا عن مناسبة قصيدة “كان لي يا يزيد حبك حينا” فيروى بأن زوجة الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ربيحة قامت بشراء جارية يقال لها سلامة، وكانت لرجل من أهل المدينة المنورة، وبعد أن اشترتها، وأتت بها إلى القصر، فرآها الخليفة، ووقعت في نفسه موضعًا عظيمًا، وفي يوم من الأيام، كان في مجلس من مجالسه، ومن شدة تعلقه بسلامه، قال لمن كان حاضرًا: أنا الآن كما قيل:

فألقت عصاها واستقر بها النوى
كما قر عيناً بالإجاب المسافر

وزاد حبه لها، عندما دخل في يوم من الأيام عليها، وكان بينه وبينها ستار، فلم تشعر به، ووقف ينصت ماذا تقول، فسمعها تنشد قائلة:

كان لي يا يزيد حبك حيناً
كاد يقضي عليّ حين التقينا

فكشف الحجاب الذي كان بينه وبينها، فوجدها متوجة صوب الجدار، فتأكد من أنها لم تكن تراه، ففرح كثيرًا، وجلس بجانبها، وأخذ يتحدث إليها، وهو يشعر بالكثير من السعادة.

ولكن الخليفة كان يحب جارية يقال لها حبابة، أكثر من سواها، وكانت حبابة صاحبة معرفة بالغناء والآلات الموسيقية، وكانت قد أخذت هذه المعرفة عن امرأة يقال لها أم عوف، وكان الخليفة قبل أن يصبح خليفة، يذهب إلى مجلس أم عوف، ويطلب منها أن تغنيه:

متى أجر خائفاً تسر مطيته
وإن أخف آمناً تنبو به الدار

سيروا إليّ وأرخوا من أعنتكم
إني لكل أمرئ من وتره جار

وفي يوم وبعد أن أصبح خليفة، طلب من حبابة أن تنشده نفس القصيدة، ولكنها لم ترد أن تتعدى على معلمتها، فأخذت تبكي وتنشد قائلة:

أبى القلب إلا أم عوف وحبها
عجوزاً ومن يحبب عجوزاً يفندا

فضحك وقال لها: من قائل هذه الأبيات، فقالت له: مالك، فكان كثيرًا ما يسألها أن تغنيه هذه الأبيات، وفي يوم من الأيام أنشدته قائلة:

لعمرك أنني لا حب سلعا
لرؤيتها ومن بجنوب سلع

تقر بقربها عيني وإني
لأخشى أن تكون تريد فجعي

حلفت برب مكة والهدايا
وأيدي السابحات غداة جمع

لأنت على التنائي فأعلمته
أحبّ إليّ من بصري وسمعي

نبذة عن سلامة القس

هي سلامة القس، جارية من جواري الخليفة يزيد بن عبد الملك بن مروان، ولدت في مكة المكرمة، وتوفيت في دمشق.


شارك المقالة: