قصة قصيدة كان يعج بالنساء المنزل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة كان يعج بالنساء المنزل:

أما عن مناسبة قصيدة “كان يعج بالنساء المنزل” فيروى بأنه شيع بأن هنالك امرأة تحب سبعة رجال، وتداول أهل المدينة خبر ذلك، فذهبت إحدى النساء إلى بيتها وسألتها عن ما شاع في المدينة، فأخبرتها بأنها بالفعل تحب سبعة رجال، وقالت لها بأنها سوف تخبرها عنهم جميعًا، وأنشدت قائلة:

كانَ يَعُجُّ بالنساءِ المنزلُ
حينَ تَغَنَّتْ مرأةٌ تتَغَزَّلُ

قالتْ عَرَفتُ في حياتي سبعةً
مِنَ الرِّجال وبهم لا أخجلُ

هُمُ رجالٌ كُمَّلٌ في نظري
وحبُّهُمْ في مُهجتي لا يذبُلُ

وكلُّ واحدٍ لهُ محبَّةٌ
وقصَّةٌ تُروى ولا تُمَلِّلُ

فسألتها المرأة قائلة: ومن هو الرجل الأول؟، فأنشدت قائلة:

أولُهمْ هو الذي تفتحت
عيني على رؤياهُ والمُدَلِّلُ

مُذْ كنتُ في لُفافةٍ وليدةً
يحملُني يضُمُّني يُقَبَّلُ

يشري ليَ الحلوى لأرضى والدُّمى
وكُلَّ ما أريدُ ليسَ يبخَلُ

فذاك يبقى مَثَلي الأعلى أبي
ووالدي وهْو الحبيبُ الأولُ

فسألتها المرأة قائلة: ومن الثاني؟، فقالت:

يَليهِ شخصٌ كنتُ مَعهُ طِفلةً
نلعبُ نلهو عنْ هُمومٍ نَغفَلُ

وقد حوانا قبلُ بطنٌ واحدٌ
لنا سريرٌ واحدٌ ومنزلُ

نقضي معاً أوقاتَنا، نبكي معاً
نضحكُ في براءةٍ ونأكلُ

ذاكَ ابنُ أمي وأبي ذاكَ أخي
صديقُ عُمري في الورى المُفَضَّلُ

فسألتها المرأة: ومن الثالث، فأنشدت قائلة:

وقد أتاني ثالثٌ جعلني
أميرةً في بيتِهِ أُكَلَّلُ

فارسُ أحلامِ الصِّبا يأخذُني
على جوادهِ، الفتى والبَطَلُ

تجمعُنا مودةٌ ورحمةٌ
والعشقُ فوقَ دارِنا يُظَلِّلُ

ذلكَ زوجي وأبو العيالِ لا
أرضى بغيرهِ حِبّا لا أُبَدِّلُ

فقالت المرأة: ومن الرابع:

ورابعٌ قد انتظرتُهُ على
تشوُّقٍ بلهفةٍ أُأَمِّلُ

بطني له كانَ الوعاءَ تسعةً
مِنَ الشهورِ بالعناءِ أحمِلُ

وضعتُهُ شممتُهُ أرضعتُهُ
ربيتُهُ وَهْوَ صغيرٌ طِفْلَلُ

ذلكِ ابني فلذةٌ من كبدي
يفديهِ قلبي والحشا والمُقَلُ

وقالت المرأة: فأخبريني عن الخامس، فأنشدت قائلة:

وخامسٌ رضيتُ فيهِ لابنتي
زوجاً يصونُ العِرضَ ليسَ يُهمِلُ

واخترتُهُ لِخُلْقِهِ ودينِهِ
وفي اختياري لا أَراني أُخذَلُ

فإنهُ كابني وما ولدتُهُ
أوصي ابنتي به ولا أُثَقِّلُ

حَماتُهُ أنا وفي حِمايتي
ذلكَ صِهري وهْوَ نِعْمَ الرَّجُلُ

فقالت المرأة: والسادس؟، فأنشدت قائلة:

وكانَ من صِهري أو ابني سادسٌ
قد جاءَني في نسبٍ يتَّصِلُ

قُرَّةُ عيني وهو أغلى في الدُّنا
مِنْ وَلَدٍ كما يقولُ المَثَلُ

فَهْوَ امتدادٌ لي وفيهِ رَحِمي
تبقى وذِكري إنْ طواني الأجَلُ

ذاكَ حفيدي وابنُ إبني وابنتي
فخري وعزي حينَ عنهُ أُسألُ

ثم سكتت عن الكلام، فسألتها المرأة عن السابع فأنشدت قائلة:

قالت : معاذَ اللهِ فهو ساكنٌ
في مُهجتي ، لكنْ يحارُ المِقوَلُ

جعلتُهُ مِسكَ الخِتامِ آخراً
حتى يطيبَ في لساني العسلُ

أفضلُ سبعةٍ وما رأيتُهُ
بلْ وَهْوَ خيرُ الخلقِ وهو الأجملُ

أحبُّهُ ولا آلامُ في الهوى
فهو حبيبُ اللهِ والمُبَجَّلُ

وكيفَ لا أحبُّهُ وقد اهتدى
بهديه الشامصون الضَّلَلُ

ذاك حبيبي إنه محمدٌ
خيرُ النبيينَ الذينَ أُرسلوا

أرجو بأن يجمعني ربي به
أُحشَرُ في زُمرتهِ وأدخُلُ

صلَّى عليهِ اللهُ دوماً أبداً
ما سبَّحَ الخلقُ أو هُمْ هلَّلوا

حالة الشاعر:

كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة التعريف بمن تحب هذه المرأة من الرجال.


شارك المقالة: