قصة قصيدة كفى حزنا أني مقيم ببلدة
أمّا عن مناسبة قصيدة “كفى حزنا أني مقيم ببلدة” فيروى بأنه في يوم من الأيام هاجر سليمة بن مالك من أرض عُمان إلى بلاد الفرس، وعندما وصل إلى بلادهم توجه إلى منطقة على ساحل البحر يقال لها برجاشاة، وأقام فيها مدة طويلة، وفي يوم رأى امرأة من قوم الأسفاهية، وكانت هذه الامرأة شديدة الجمال، فأعجب بها وأحبها، وتقدم لها، يريد أن يتزوج منها، فتزوجا، وولدت له هذه الامرأة غلامًا، وقد نسب ابنه إلى قوم أمه.
وفي يوم من الأيام كان سليمة بن مالك جالسًا في مجلسه، ومعه رجال من القوم، وبينما هم جالسون تذكر بلاده، وبعده عن اخوته وأهله، وما كان عليه من عز وسلطان وهو بينهم، فأنشد قائلًا:
كفى حزنا أني مقيم ببلدة
أخلائي عنها نازحون بعيد
أقلب طرفي في البلاد فلا أرى
وجوه أخلائي الذين أريد
ومن بعد ذلك غادر بلاد الفرس، وتوجه إلى أرض يقال لها أرض مكران، وأقام هنالك عند امراءها، وانتسب إليهم، فقال: إني من بيت كان له ملك عند العرب، وكان لأبي الكثير من الأولاد، ولكني كنت أحبها إليه، وبسبب حب أبي لي حسدني أخواني، وقد أدى أمر إلى آخر حتى أني في نهاية الأمر قمت بقتل أبي، وأخبرهم بقصة قتله لأبيه، وبأنه قد قام بقتله عن طريق الخطأ، ومن ثم طلب منهم أن يجيروه، وطلب منهم أن يسكن بجوارهم، فأنزلوه بينهم وأكرموه، وزوجوه من امرأة من أفضل نسائهم، وكتموا عن الناس خبر قدومه إلى أرضهم وعيشه في وسطهم، خوفًا عليه من إخوانه وأن يقتلوه بسبب قتله لأبيه.
وعندما توفي سليمة بن مالك، أنشد ابنه هناء بن مالك يرثيه قائلًا:
لـــو كان يبقى على الأيام ذو شرف
لـمجده لـم يمت فــهم ومــــــا ولـداً
يا راعي الملك أضحى الملك بعدك لا
تدري الرعاة أجار الملك أم قصداً
نبذة عن سليمة بن مالك
هو سليمة بن مالك بن فهم الدوسي رحل عن بلاد العرب إلى بلاد فارس، وأصبح حاكمًا عليها في عام ثلاثمائة قبل الميلاد تقريباً.