قصة قصيدة كم من قصير شديد القلب محنتك

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة كم من قصير شديد القلب محنتك

إن الحكم على الشخص من شكله الخارجي لا يصح، لأن الإنسان ليس بشكله، وإنما بشخصه، وهذا ما تخبرنا به قصتنا التي تقص خبر الشاعر سعد بن ضمرة.

أما عن مناسبة قصيدة “كم من قصير شديد القلب محنتك” فيروى بأن سعد بن ضمرة كان قد اعتاد على أن يغير على قبيلة النعمان بن المنذر، وفي غاراته كان يسلب أموال النعمان، وبعد مدة من الزمن نفذ صبر النعمان بن المنذر فبعث إلى سعد بكتاب، وقال له في هذا الكتاب بأنه سوف يعطيه ألف من الإبل، وكان شرطه الوحيد مقابل هذه الإبل أن يدخل سعد في طاعته، وعندما وصل كتابه إلى سعد وقرأ ما فيه، خرج إلى النعمان، وعندما وصل إليه، ودخل إلى مجلسه، رآه النعمان قصير القامة، قبيح الهيئة، فتنقص النعمان منه، وعندما رأى سعد ذلك في وجه النعمان، قال له: على رسلك أيها الملك إن الرجل ليس بعظم جسمه، ولكنه رجل بقلبه ولسانه، فإن نطق كان نطقه فصيحًا، وإن صال صال بجنان، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

كم من قصير شديد القلب محنتك
على العشيرة بالأفضال مشتهر

يقول الشاعر في هذا لبيت بأن القصر ليس بعيب، فكم من رجل قصير قلبه يحوي شجاعة لا توجد في غيره، وفضله على قبيلته معروف.

تنبو الحماليق عنه حين تبصره
ما أن له في دهاس الأرض من أثر

فإن وكلت إليه لم يكن وكلاً
من الصلادمة المصقولة البتر

يا أيها الملك المرجو نائله
إني لمن معشر شم الذرى زهر

فلا تغرنك الأجساد أن لنا
أحلام عاد وأن كنا إلى القصر

فكم طويل إذا أبصرت جثته
تقول هذا غداة الروع ذو ظفر

فإن ألم به أمر فأفظعه
رأيته خاذلاً للأهل والزمر

فقال له النعمان: والله إنك قد صدقت، وهو متعجب من فصاحته وعقله، ثم أمر له بما وعده من إبل.

نبذة عن سعد بن ضمرة

سعد بن ضمرة الضمري، من أهل المدينة المنورة، فارس وشاعر من شعراء العصر الجاهلي.

الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن أغار سعد بن ضمرة عدة مرات، نفذ صبره، ووعده بألف ناقة إن وعده بأن يخضع له، وعندما دخل سعد إلى النعمان استنقص من قصره، فأنشد في ذلك قصيدة.


شارك المقالة: