يقولون بأن الحب لا يكون إلا للحبيب الأول، واليوم نقص عليكم قصة الفتح بن خاقان الذي كان يحب جارية في بغداد وبعد أن نفي أحب جارية أخرى، ولكن في اللحظة التي وصل له كتاب فيها من محبوبته الأولى ترك الأخرى، وعاد إليها.
من هي جارية الفتح بن خاقان؟
هي جارية الفتح بن خاقان وزير الخليفة العباسي المتوكل على الله في مدينة بغداد في العراق.
قصة قصيدة كيف بعدي لا ذقتم النوم أنتم
أما عن مناسبة “كيف بعدي لا ذقتم النوم أنتم” فيروى بأن الخليفة العباسي المتوكل على الله قد قام في يوم من الأيام بنفي وزيره الفتح بن خاقان إلى جزيرة أقربطش، فسار الفتح بن خاقان إليها، وأقام فيها، وأطال مقامه في هذه الجارية، وبينما هو في هذه الجزيرة أحب جارية كانت شديدة الجمال، فاستأنس بها، ونسي ما كان فيه من رونق الخلافة وتدبيرها، وكان قبل أن ينفى إلى هذه الجزيرة يحب جارية في العراق، وكان متيمًا بها.
وبينما هو مع جاريته الجديدة في سرور ونعمة، وهو يقسم لها بانه لن يفارق البلد التي هي بها أبدًا مهما عاش، أتاه كتاب من جاريته التي في العراق، وكانت قد كتبت له فيه أبيات من الشعر قالت فيها:
كيف بعدي لا ذقتم النوم أنتم
خبروني مذ بنت عنكم وبنتم
تعاتب الشاعرة في هذا البيت محمد بن يزيد، وتسأله كيف استطاع أن ينام وهو بعيد عنها، وتسأله عن حاله منذ ابتعد عنها.
بمراض الجفون من خرد العين
وورد الخدود بعدي فتنتم
يا أخلاي إن قلبي وإن بان
من الشوق عندكم حيث كنتم
فإذا ما أبى الإله اجتماعا
فالمنايا علي وحدي وعشتم
وعندما وصل الكتاب إلى محمد بن يزيد، وقرأ ما فيه، لم تقر له عين حتى تمكن من الاعتذار من الخليفة المتوكل إلى الله، فسمح له الخليفة بالعودة إلى العراق، وصرفه إلى ما كان فيه من طيب عيشة قبل أن ينفى، فعاد إلى هنالك، واجتمع بجاريته التي فيها.
الخلاصة من قصة القصيدة: قام الخليفة العباسي بنفي وزيره الفتح بن خاقان، وفي المنفى أحب جارية شديدة الجمال، ونسي الجارية التي كان يحبها في العراق، وبقي مع هذه الجارية في فروح وسرور حتى أتاه كتاب من الجارية التي في العراق، فاعتذر من الخليفة، وعاد إليها.