قصة قصيدة لأمر المنايا علينا طريق

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لأمر المنايا علينا طريق

أمّا عن مناسبة قصيدة “لأمر المنايا علينا طريق”  فيروى بأن الفتنة في بغداد كانت قد بلغت ذروتها بين أهل بغداد وبين أخو الخليفة العباسي المعتز بالله، وكان يقود أهل بغداد وقتها محمد بن عبد الله بن طاهر، وكان هو نائب المستعين بالله، وبسبب هذه الفتنة أصبحت بغداد محصورة، وكان أهلها يعيشون في ضيق شديد، وقد قتل عدد كبير من الجمعين في غزوات متفرقة، فأحيانًا يقوم رجال أبو أحمد بالهجوم على جماعة ابن عبد الله، ويقتلون منهم، وأحيانًا يقوم رجال محمد بن عبد الله بالهجوم على رجال أبو أحمد وقتل البعض منهم، وعندما وصل خبر ذلك كله إلى المعتز بالله، كتب إلى أخاه يعاتبه على التقصير الذي بدر منه في قتال من اوقدوا الفتنة، وكتب له فيه:‏

لأمر المنايا علينا طريق
وللدهر فينا اتساع وضيق

وأيامنا عبر للأنام
فمنها البكور ومنها الطروق

ومنها هنات تشيب الوليد
ويخذل فيها الصديق الصديق

وسور عريض له ذروة
تفوت العيون وبحر عميق

قتال مبيد وسيف عتيد
وخوف شديد وحصن وثيق

وطول صياح لداعي الصباح الــسلاح
السلاح فما يستفيق

فهذا طريح وهذا جريح
وهذا حريق وهذا غريق

وهذا قتيل وهذا تليل
وآخر يشدخه المنجنيق

هناك اغتصاب وثم انتهاب
ودور خراب وكانت تروق

إذا ما سمونا إلى مسلك
وجدناه قد سدّ عنا الطريق

فبالله نبلغ ما نرتجيه
وبالله ندفع ما لا نطيق

ومن بعد ذلك وبعد أن رأى محمد بن عبد الله ما حل بأهل بغداد من ضعف حال، قرر أن يقوم بخلع المستعين بالله، وأن يبايع المعتز بالله، وقد شاع خبر ذلك في كافة أرجاء المدينة، وبقيت الحال على ذلك حتى يوم اجتمع فيه أهل بغداد إلى دار ابن الطاهر، وكان الخليفة كان يومها هنالك، فطلبوا منه أن يخرج لهم ويسألوه إن كان راض عن ابن الطاهر أم لا، وبقيت الأصوات مرتفعة حتى خرج لهم الخليفة وهو مرتد أفضل ملابسه، وعلى رأسه العمامة، وفي يده القضيب، وقال لهم: أقسمت عليكم أن تعودوا إلى دياركم فإن ابن الطاهر غير متهم عندي.

نبذة عن الخليفة المعتز بالله

هو هو أبو عبد الله المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد، ولد في عام مائتان وواحد وثلاثون للهجرة، وبويع بالخلافة بعد خلع الخليفة المستعين بالله.


شارك المقالة: