قصة قصيدة لئن صبر الحجاج ما من مصيبة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لئن صبر الحجاج ما من مصيبة

أمّا عن مناسبة قصيدة “لئن صبر الحجاج ما من مصيبة” فيروى بأنه في يوم من الأيام توفي ابن الحجاج، وبعد ذلك بأسبوع توفي أخاه، فجلس الحجاج في مجلسه، وأمر بإدخال المعزين، ولكنه كان قد جلس، وجعل ظهره للمعزين، ووضع أمامه مرآة، لكي يتمكن من رؤيتهم، وينظر ماذا هم صانعون من خلفه، وبينما هم يدخلون ويعزونه، دخل الشاعر الفرزدق، وعندما رأى الحجاج جالس بتلك الطريقة، أخذ يضحك، فرآه الحجاج وهو يفعل ذلك، وغضب منه غضبًا شديدًا، وقال له: هل تضحك، وقد مات المحمدان، فقال له الفرزدق: والله ليس ذلك بسبب ضحكي، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

لَئِن صَبَرَ الحَجّاجُ ما مِن مُصيبَةٍ
تَكونُ لِمَرزوءٍ أَجَلَّ وَأَوجَعا

مِنَ المُصطَفى وَالمُصطَفى مِن ثِقاتِهِ
خَليلَيهِ إِذ بانا جَميعاً فَوَدَّعا

وَلَو رُزِئَت مِثلَيهِما هَضبَةُ الحِمى
لأَصبَحَ ما دارَت مِنَ الأَرضِ بَلقَعا

جَناحا عَتيقٍ فارَقاهُ كِلاهُما
وَلَو كُسِرا مِن غَيرِهِ لَتَضَعضَعا

وَكانا وَكانَ المَوتُ لِلناسِ نُهيَةً
سِناناً وَسَيفاً يَقطُرُ السُمَّ مُنقَعا

فَلا يَومَ إِلّا يَومُ مَوتِ خَليفَةٍ
عَلى الناسِ مِن يَومَيهِما كانَ أَفجَعا

وَفَضلاهُما مِمّا يُعَدُّ كِلاهُما
عَلى الناسِ مِن يَومَيهِما كانَ أَوسَعا

فَلا صَبرَ إِلّا دونَ صَبرٍ عَلى الَّذي
رُزِئتَ عَلى يَومٍ مِنَ البَأسِ أَشنَعا

عَلى اِبنِكَ وَاِبنِ الأُمِّ إِذ أَدرَكَتهُما ال
مَنايا وَقَد أَفنَينَ عاداً وَتُبَّعا

وَلَو أَنَّ يَومَي جُمعَتَيهِ تَتابَعا
عَلى جَبَلٍ أَمسى حُطاماً مُصَرَّعا

وقام الوليد بن عبد الملك بن مروان ببعث كتاب إلى الحجاج يعزيه فيه على موت ابنه وأخيه، ويحثه على الصبر، فبعث الحجاج له بكتاب، وقال له فيه: بعث إلي أمير المؤمنين يعزيني بابني وأخي، ويحثني على الصبر، وكيف لا أصبر وقد أبقى لي الله أمير المؤمنين؟.

نبذة عن الفرزدق

هو أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، شاعر من شعراء العصر الأموي، وهو واحد من أشهر الشعراء في عصره، اشتهر بشعر الهجاء والمدح والفخر.

ولد الفرزدق في البصرة في عام ثماني وثلاثين للهجرة في مدينة البصرة في العراق، وتوفي فيها في عام مائة وعشرة للهجرة.


شارك المقالة: