قصة قصيدة لا تذكري مهري وما أطعمته
أمّا عن مناسبة قصيدة “لا تذكري مهري وما أطعمته” فيروى بأن عنترة بن شداد كان كلما أراد أن يقابل عبلة، خرج على ظهر فرسه، وتوجه إلى مكان اللقاء، وكان ينتظرها، وعندما تأتي وتطلب منه أن يسقيها الماء، قام إلى الماء وأسقى فرسه، ومن ثم قام بإعطاء الماء إلى عبلة لكي تشرب، وعندما تكرر هذا الأمر لأكثر من مرة، قررت عبلة أن تعاتبه على ما يفعل معها، وبأنه يفضل فرسه عليها، على الرغم من انه يحبها أكثر من نفسه.
وعندما أتى موعد اللقاء بينهما، خرج كل من عنترة وعبلة إلى مكان اللقاء، وكما اعتادت عبلة، طلبت منه أن يسقيها الماء، فقام إلى الماء وسقى فرسه، ومن ثم أعطاها الماء لكي تشرب، فعاتبته عبلة على ما فعل، فأنشد عنترة بن شداد قائلًا:
لا تَذكُري مُهري وَما أَطعَمتُهُ
فَيَكونَ جِلدِكِ مِثلَ جِلدِ الأَجرَبِ
إِنَّ الغَبوقَ لَهُ وَأَنتِ مَسوأَةٌ
فَتَأَوَّهي ما شِئتِ ثُمَّ تَحَوَّبي
كَذَبَ العَتيقُ وَماءُ شَنٍّ بارِدٍ
إِن كُنتِ سائِلَتي غَبوقاً فَاِذهَبي
إِنَّ الرِجالَ لَهُم إِلَيكِ وَسيلَةٌ
إِن يَأخُذوكِ تَكَحَّلي وَتَخَضَّبي
وَيَكونُ مَركَبَكِ القَعودُ وَرَحلُهُ
وَابنُ النَعامَةِ يَومَ ذَلِكَ مَركَبي
إِنّي أُحاذِرُ أَن تَقولَ ظَعينَتي
هَذا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ
وَأَنا اِمرُؤٌ إِن يَأخُذوني عَنوَةً
أُقرَن إِلى شَرِّ الرِكابِ وَأُجنَبِ
نبذة عن عنترة بن شداد
هو عنترة بن شداد بن قراد العبسي، ولد في عام خمسمائة وخمسة وعشرون ميلادي في نجد في شبه الجزيرة العربية، وهو واحد من أشهر الشعراء في فترة ما قبل الإسلام، اشتهر بالإضافة لكونه شاعرًا بكونه أحد أشجع الفرسان في العصر الجاهلي وفي التاريخ العربي بشكل عام.
يغد عنترة بن شداد واحدًا من شعراء المعلقات السبع، عرف اشتهر بشعر الفخر في النفس، والغزل العفيف بابنة عمه عبلة.
اشترك عنترة بن شداد في حرب داحس والغبراء، كما وشارك في العديد من الغزوات والمعارك التي قام بها قومه.
عاصر عنترة بن شداد كلًا من عمر بن معد يكرب والحطيئة، وتوفي في عام ستمائة وثمانية ميلادي في معركة على يد رجل يقال له الأسد الرهيص الطائي.