قصة قصيدة لا رب سواه لنا وكفى باللّه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لا رب سواه لنا وكفى باللّه

أمّا عن مناسبة قصيدة “لا رب سواه لنا وكفى باللّه” فيروى بأنه في يوم من الأيام ذهب رجل يقال له عوف بن مالك إلى نبي الله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، ودخل إليه، وقال له: يا رسول الله، إن لي غلام يدعى مالك، وقد ذهب معك إلى غزوة في سبيل الله، ولكنه لم يعد، على الرغم من أن كل الجيش قد عاد، فماذا عساي أفعل؟، فقال له الرسول صل الله عليه وسلم: “يا عوف ، أكثر أنت وزوجك من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله” فخرج الرجل من المجلس، وعاد إلى بيته، ودخل إلى زوجته، وعندما رأته زوجته، قالت له: ماذا أعطاك الرسول؟، فقال لها: لقد أوصانا بأن نبقى نقول لا حول ولا قوة إلا بالله، فقالت له زوجته: والله إن رسول الله قد صدق، وجلس الاثنان يقولان: لا حول ولا قوة إلا بالله، وبقيا على هذه الحال حتى جاء المساء.

وعندما أتى المساء، وبينما هما جالسان، طرق باب المنزل، فقام وفتح الباب، وإذ بابنه قد عاد، وكان معه عدد كبير من الأغنام، فتفاجأ أبوه بذلك، وقال له: ما هذا الذي معك؟، فقال له: إن القوم قد أسروني، وقاموا بتقييدي، وكان الوثاق شديدًا على يدي، وعندما أتى الليل حاولت الهروب، ولكني لم أستطع، وعندما يئست من الهروب، بدأ الوثاق يتسع شيئًا فشيئًا، حتى استطعت الهروب، ووجدت هذه الأغنام، وأخذتها كغنائم للحرب، وعدت متوجهًا إلى البيت، فقال له أبوه: وكيف استطعت الوصول بهذه السرعة، فإن المسافة بيننا وبينهم طويلة؟، فقال له ابنه: والله يا أبي، بينما أنا في الطريق شعرت بالتعب، فأحسست كأن الملائكة قد حملتني وأوصلتني إلى البيت، فتوجه عوف إلى الرسول، لكي يخبره بخبر ما حصل، ولكن الرسول قال له قبل ان يخبره بأن الله قد أنزل فيه آية، وهي: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”.

وفي خبر ذلك أنشد الشاعر قائلًا:

لا رَبَّ سِواهُ لَنا وَكَفى بِاللّـهْ
كَمْ نَرْجو مِنْهُ الْعَفْوَ وَكَمْ نَخْشاه

هُوَ خالِقُنا وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا
وَهُوَ الْهادي الْأَحْياءَ إلى نُعْماهْ

خَلَقَ الْأَكْوانَ لَنا وَبِها نَحْيا
وَالْكُلُّ يَرى في ذلِكَ ما يَرْضاهْ

وَإذا عانَيْنا فَهْوَ لَنا سَنَدٌ
نَنْسى ما عانَيْناهُ وَلا نَنْساهْ

لا نَرْجو إلّا فَيْضَ تَكَرُّمِهِ
وَكَفى بِتَكَرُّمِهِ أَمَلاً نَحْياهْ

وَنَعيشُ بِرَحْمَتِهِ الْعَيْشَ الزّاهي
وَبِها ما أَحْلى الْعَيْشَ وَما أَزْهاهْ

فَالْحَوْلُ بِهِ وَبِهِ الْقُوَّةُ أَيْضًا
وَبِظِلِّهِما الْإنْسانُ يَرى مَسْعاهْ

وَمَنِ اقْتَحَمَ الْأَيّامَ فَعُدَّتُهُ
لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلّا بِاللّـهْ

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة التوكل على الله سبحانه وتعالى.


شارك المقالة: