لا يستطيع المحب الابتعاد عن محبوبه، وإن ابتعد عنه كانت كل ساعاته ألم ومعاناة، ومن ذلك ما حصل مع جارية لابن رجاء الكاتب، أخذها الخليفة المعتز من مولاها، واليوم نقص عليكم قصتها.
من هي قائلة القصيدة؟
هي جارية من جواري العصر العباسي، كانت ملكًا لابن رجاء الكاتب.
قصة قصيدة لا كان يوم الفراق يوما
أما عن مناسبة قصيدة “لا كان يوم الفراق يوما” فيروى بأن الخليفة العباسي أبو عبد الله المعتز بن المتوكل رأى في يوم من الأيام جارية لابن رجاء الكاتب، فأعجب بها وطلبها من ابن رجاء، فلم يستطع ابن رجاء أن يرفض طلبه على الرغم من أنه كان متيمًا بهذه الجارية، فكان يحبها وهي الأخرى كانت تحبه، ووهبها له.
وفي ليلة من الليالي وبينما كان الخليفة مع جاريته، شربا الخمر سوية، فنام الخليفة، وبقيت الجارية مستيقظة وحدها، ولم تخرج من المجلس هيبة للخليفة، وبينما هي جالسة أخذت تتذكر ما كانت فيه مع ابن رجاء من أيامهما، فأمسكت بالعود، وأخذت تغني أبياتًا من الشعر بصوت حزين تدمع لسماعه العين، وهي تقول:
لا كان يوم الفراق يوما
لم يبق للمقلتين نوما
تقول الشاعرة وهي تشعر بالحزن بأن يوم فراقها عن ابن رجاء كان من أسوأ الأيام في حياتها، ومنذ ذلك اليوم لم تذق عينيها طعم النوم.
شتت مني ومنك شملا
فسر قوما وساء قوما
يا قوم من لي بوجد قلب
يسومني في العذاب سوما
ما لامني الناس فيه إلا بكيت
كيما أزاد لوما
وبينما كانت تغني هذه الأبيات كان الخليفة المعتز يسمعها، وعندما انتهت من إنشادها رفع الخليفة رأسه ونظر إليها، وكانت تبكي، والدموع تجري على خديها كأنه عقد من حبات من لؤلؤ قد انقطع سلكه، فسألها عن سبب بكائها، وإنشادها هذه الأبيات، وأقسم لها بأنه سوف يبلغها مرادها، وعندما أيقنت الجارية بأنه لن يعاقبها أخبرته بخبرها مع ابن رجاء، فأمر الخليفة بأن ترد إليه، وجعل من ابن رجاء أحد ندمائه وخواصه من كبار القوم.
الخلاصة من قصة القصيدة: رأى الخليفة المعتز في يوم جارية لابن رجاء الكاتب، وأعجب بها، وطلبها منه، فوهبه ابن رجاء إياها، وفي ليلة من الليالي أنشدت أبيات من الشعر وهي تبكي، فسمعها الخليفة، وردها إلى ابن رجاء.