قصة قصيدة لججت وكنت في الذكرى لجوجا
أمّا عن مناسبة “لججت وكنت في الذكرى لجوجا” فيروى بأنه في يوم من الأيام ذكرت خديجة بنت خويلد لابن عم لها يقال له ورقة بن نوفل، ما سمعت من غلام لها عن لسان أحد الرهبان في خبر الرسول صل الله عليه وسلم، وما كان يرى منه، فقال لها: والله إن كان ما تقولين صحيح، فإنّه سوف يكون نبيًا لهذه الأمة، فإني أعرف بأنه في هذا الزمان سوف يأتي نبيًا لهذه الأمة، وبعد ذلك بقي ينتظر ظهور النبي، ويقول إلى متى، وأنشد في خبر ذلك قائلًا:
لججت وكنت في الذكرى لجوجا
لهم طالما بعث النشيجا
ووصف من خديجة بعد وصف
فقد طال انتظاري يا خديجا
ببطن المكتين على رجائي
حديثك أن أرى منه خروجا
بما خبرتنا من قول قس
من الرهبان أكره أن يعوجا
بأنّ محمدا سيسود فينا
ويخصم من يكون له حجيجا
ويظهر في البلاد ضياء نور
يقيم به البرية أن تموجا
فيلقى من يحاربه خسارا
ويلقى من يسالمه فلوجا
فيا ليتني إذا ما كان ذاكم
شهدت وكنت أولهم ولوجا
ولوجا في الذي كرهت قريش
ولو عجت بمكتها عجيجا
أرجي بالذي كرهوا جميعا
إلى ذي العرش إن سفلوا عروجا
وقال ورقة أيضا في خبر الرسول صل الله عليه وسلم، وانتظاره له :
أتبكر أم أنت العشية رائح
وفي الصدر من إضمارك الحزن قادح
لفرقة قوم لا أحب فراقهم
كأنك عنهم بعد يومين نازح
وأخبار صدق خبرت عن محمد
يخبرها عنه إذا غاب ناصح
فتاك الذي وجهت يا خير حرة
بغور وبالنجدين حيث الصحاصح
إلى سوق بصرى في الركاب التي غدت
وهن من الأحمال قعص دوالح
فيخبرنا عن كل خير بعلمه
وللحق أبواب لهن مفاتح
بأن ابن عبد الله أحمد مرسل
إلى كل من ضمت عليه الأباطح
نبذة عن ورقة بن نوفل
ورقة بن نوفل الأسدي القرشي، وهو من الشخصيات التاريخية، والذي ورد ذكره في العديد من مؤلفات المؤرخين المسلمين، وقد عاش في العصر الجاهلي، وكان حنيفيًا على دين إبراهيم عليه السلام، ولد في مكة المكرمة في القرن السادس الميلادي، وتوفي فيها.