قصة قصيدة لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى:

أمّا عن مناسبة قصيدة “لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى” فيروى بأنه عندما اشتد المرض على أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وتيقن من أنه ملاق ربه، أمر بأن تذهب كل أمواله إلى بيت مال المسلمين، وبأن لا يبقى لنفسه أو لابنته أي مال، وعندما علمت ابنته عائشة رضي الله عنها، دخلت عليه وهي تبكي، وأنشدته قائلة:

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر

فقال لها أبو بكر الصديق: لا تقولي هذا بل قولي ما هو أفضل منه، فقالت له عائشة: وماذا أقول يا أبت؟، فقال لها: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}، ثم قال لها: في كم كفن رسول الله صل الله عليه وسلم؟، فقالت له: لقد كفن في ثلاثة أثواب، فقال لمن كان معه: خذوا ثوبي هذا فإن فيه رائحة مسك، واغسلوه، وعندما أموت، كفنوني به، هو وثوبين آخرين معه، وكان الثوب الذي أشار إليه ثوبًا باليًا، فقالت له عائشة رض الله عنها: أهذا الثوب تريد يا أبيت، إنه بالٍ، فقال لها: إن الحي أحوج للثوب الجديد من الميت، وسمع أحدهم ينشد في البيت، وهو يقول:

وما ترك قوم لا أبالك سيدا
يحوط الذمار غير ذرب مواكل

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل

فنظر إليه أبو بكر الصديق، وقال له: إن ذلك هو رسول الله صل الله عليه وسلم، ومن ثم مات ودفن بجانب صديقه عليه أفضل الصلاة والسلام.

نبذة عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما:

هي عائشة بنت أبي بكر التيمية القرشية، وهي ثالث زوجات الرسول صل الله عليه وسلم، ولدت في العام التاسع عشر قبل الهجرة في مكة المكرمة، ابنة الخليفة الأول للرسول أبو بكر الصديق، نقلت الكثير من الأحاديث عن الرسول، وذلك بسبب ملازمتها له في الكثير من الأوقات، وقد قيل بأن ربع أحكام الشريعة قد نقلت عنها.

اتهمت في حادثة الإفك، ولكن الله تعالى برأها بآيات قرآنية، توفيت في عام خمسة وثمانون للهجرة في المدينة المنورة.


شارك المقالة: