قصة قصيدة لقد أوقدت بالشام نيران فتنة

اقرأ في هذا المقال


قامت العديد من الفتن من بعد وفاة الرسول صل الله عليه وسلم، وكانت أولها في عهد الخليفة عثمان بن عفان، واستمرت الفتن في الظهور في العصر الأموي والعصر العباسي، واليوم نقص عليكم خبر إحدى هذه الفتن التي حصلت في الشام.

من هو منصور النمري؟

أبو الفضل منصور بن سلمة بن الزبرقان النمري، شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في شمال الشام.

قصة قصيدة لقد أوقدت بالشام نيران فتنة

أما عن مناسبة قصيدة “لقد أوقدت بالشام نيران فتنة” فيروى بأن الفتنة قد أوقدت في الشام بين النزارية وأهل اليمن، وعندما وصل خبر ذلك إلى الخليفة هارون الرشيد، انزعج، وبعث بجعفر بن يحيى البرمكي إلى هنالك، وبعث معه جماعة من الأمراء، وبعث معه عدد من الجنود، فتوجه إلى هنالك، ودخل إليها.

وعندما دخل يحيى بن خالد إلى الشام، انقاد له أهلها، ولم يترك فيها فرس ولا سيف ولا رمح إلا وأخذه من أهلها، وأطفأ الله به نار الفتنة التي اتقدت فيها، وفي خبر ذلك أنشد الشاعر منصور النمري قصيدة قال فيها:

لَقَد أُوقِدَت بِالشامِ نيرانُ فِتنَةٍ
فَهَذا أَوانُ الشأمِ تُخمَدُ نارُها

يقول الشاعر في هذا البيت بأن نيران الفتنة قد اتقدت في الشام، وقد حان الوقت من احدهم أن يخمد نارها.

إِذا جاشَ مَوجُ البَحرِ مِن آلِ بَرمَكٍ
عَلَيها خَبَت شُهبانُها وَشَرارُها

رَماها أَميرُ المُؤمِنينَ بِجَعفَرٍ
وَفيهِ تَلاقى صَدعُها وَانجِبارُها

رَماها بِمَيمونِ النَقيبَةِ ماجِدٍ
تَراضى بِهِ قَحطانُها وَنِزارُها

تَدَلَّت عَلَيهِم صَخرَةٌ بَرمَكيَّةٌ
دَموغٌ لِهامِ الناكِثينَ اِنحِدارُها

غَدَوتَ تُزَجّي غابَةً في رُؤوسِها
نُجومُ الثُرَيّا وَالمَنايا ثِمارُها

إِذا خَفَقَت راضياتُها وَتَجَرَّسَت
بِها الريحُ هالَ السامِعينَ اِنبِهارُها

فَقولوا لأَهلِ الشامِ لا يَسلُبَنَّكُم
حِجاكُم طَويلاتُ المُنى وَقِصارُها

فَإِنَّ أَميرَ المؤمِنينَ بِنَفسِهِ
أَتاكُم وَإِلّا نَفسَهُ فَخيارُها

هُوَ المَلِكُ المأمولُ لِلبِرِّ وَالتُقى
وَصَولاتُه لا يُستَطاعُ خِطارُها

ومن ثم توجه جعفر بن خالد البرمكي عائدًا إلى بغداد بعد أن وضع على الشام عيسى العكي، وعندما دخل إلى مجلس الخليفة، وقام بإخباره بخبر ما حصل معه هنالك، أكرمه الخليفة.

الخلاصة من قصة القصيدة: اتقدت نار الفتنة في الشام، فبعث الخليفة بجعفر بن خالد إليها، فخرج، ونجح في خمد نار الفتنة هنالك، ومن ثم عاد إلى الخليفة فأكرمه وقربه وأدناه.


شارك المقالة: