قصة قصيدة لقد زادني حبا لنفسي أنني
اعتاد الشعراء العرب على الفخر من القبائل التي ينتمون إليها، خصوصًا إن كان من قبيلة ذات شرف ومكانة بين الناس، وتعد قبيلة طيء واحدة من أشرف القبائل العربية في العصر الجاهلي، فما كان من شاعرنا الطرماح إلا أن يفخر بانتمائه إلى هذه القبيلة.
أما عن مناسبة قصيدة “لقد زادني حبا لنفسي أنني” فيروى بأن الشاعر الطرماح كان قد نشأ في بيت شرف وعز ومجد في قبيلة طيء، وقبيلته هي من القبائل ذات العز القديم، لما كان لها من أثر في العصر الجاهلي، بالإضافة إلى المكارم والفضائل التي كانت موجودة فيها منذ الجاهلية، وامتدت حتى العصر الإسلامي، وكانت من القبائل ذات الشأن والخطر بين بقية القبائل العربية، وقد حقق كل ذلك من مجد وشأن رفعة ومكانة بين بقية القبائل العربية، وقد دل الطرماح على كل ذلك الرشف والرفعة في العديد من القصائد، وهو الذي أحس في قرارة نفسه المتعالية الخطر في المجتمع الذي كان يعيش به، وما حققه له من رفعة ومكانة بين الناس، وفي خبر ذلك يقول:
لَقَد زادَني حُبّاً لِنَفسي أَنَّني
بَغيضٌ إِلى كُلِّ اِمرِئٍ غَيرِ طائِلِ
يقول الشاعر في هذا البيت أن ما زاده فخرًا بنفسه أنه قد بلي باللئام الذين يغتابونه ويتنقصون منه، ولا يحدث ذلك إلا مع الكرام.
إِذا ما رَآني قَطَّعَ الطَرفَ بَينَه
وَبَينِيَ فِعلَ العارِفِ المُتَجاهِلِ
مَلَأتُ عَلَيهِ الأَرضَ حَتّى كَأَنَّها
مِنَ الضيق في عَينَيهِ كِفَّةُ حابِلِ
وَأَنّي شَقِيٌّ بِاللِئامِ وَلا تَرى
شَقِيّاً بِهِم إِلّا كَريمَ الشَمائِلِ
فَدونَكَ إِنّي مَن تَعَرَّفتَ فَاِنتَحِ
بِعَينِكَ مِن عِطفِ اِمرِئٍ غَيرِ واصِلِ
إِذا ما رَآهُ الكاشِحونَ تَرَمَّزوا
حِذاراً وَأَومَوا كُلُّهُم بِالأَنامِلِ
أَكُلُّ اِمرِئٍ أَلفى أَباهُ مُقَصِّراً
مُعادٍ لِأَهلِ المَكرُماتِ الأَوائِلِ
إِذا ذُكِرَت مَسعاةُ والِدِهِ اِضطَنا
وَما يَضطَني مِن شَتمِ أَهلِ الفَضائِلِ
لَنا العَضُدُ الشُدّى عَلى الناسِ وَالأُتى
عَلى كُلِّ حافٍ مِن مَعَدَّ وَناعِلِ
عَلى عَهدِ ذي القَرنَينِ حَتّى تَتابَعَت
عَلى سَنَنِ الإِسلامِ صيدُ المَقاوِلِ
الخلاصة من قصة القصيدة: ينتمي الطرماح إلى قبيلة طيء، وهو يفتخر بانتمائه إلى قبيلة ذات مكانة وشرف بين الناس.
نبذة عن الطرماح
هو الطرماح بن حكيم بن الحكم، وهو من قبيلة طيء، وهو شاعر من شعراء العصر إسلامي، ولد ونشأ في الشام، ومن ثم انتقل إلى الكوفة، من أشهر قصائده القصيدة التي أولها:
أَلا أَيُّها اللَيلُ الطويلُ أَلا أَصبِحي
بِبَمِّ وَما إِلّا صباحُ فيكَ بِأَروَحِ