قصة قصيدة لكل جنب اجتنى مضطجع

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لكل جنب اجتنى مضطجع

والسبب من كتابة قصة القصيدة، التسهيل على القارئ فهم القصيدة ومعرفة معانيها والحالة التي كان يمر بها الشاعر، ومن خلال هذه القصة قد يتوصل القارئ إلى الفكرة الرئيسة التي أرادها الشاعر من تلك القصيدة ، وهذه القصيدة هو أحدى قصائد علقمة ذو جدن الحميري التي قالها في الرثاء.

أمّا عن مناسبة قصيدة “لكل جنب اجتنى مضطجع” فإننا لا نصادف الموت إلا ويكون له ظل فينا، فإن كل منا منذور للموت بشكل ما، وإن الموت قد ترك طابعًا على ثقافتنا الإنسانية بطابعه المخيف والمهيب، وما كانت التراجيديات الكبرى والملاحم التي حصلت على مر التاريخ إلا نتيجة مؤكدة لتنامي حضور الموت في ذاكرتنا البشرية، والتفكير المستمر به، وما كانت البطولات والشجاعات التي سمعنا عنها إلا في مواجهة الموت من باب التمسك بالحياة الجديرة بأن تعاش، وقد اعتاد الشعراء العرب في العصر الجاهلي وما تبعه من عصور على رثاء من ماتوا من أحبائهم، كما اعتادوا رثاء الملوك والخلفاء، فالرثاء هو كينونة معنوية، تجعل من المرثي الذي تعرض جسمه للفناء إلى عنصر مهم من عناصر التاريخ.

وللشاعر ذو جدن الحميري ما يبرر ذلك، فإنه يواجه الموت من خلال الرثاء، فقد وضع نفسه مقام المحامي الذي يدافع عن الحياة، فهو يمدح ما كان يجب أن يبقى، وفي هذه المرثية قام علقمة الحميري بمدح المرثي، والافتخار به، وفي هذه المرثية لم يخفي علقمة ألمه ووجعه في هذه القصيدة، وفي المقابل فقد احتفى بالحياة في أبياتها، فهو كما يدعي العارف لما خفي عن الآخرين، وفي هذه القصيدة قال:

لِكُلّ جَنْبٍ، اجْتَنَى، مُضْطَجَعْ
وَالمَوْتُ لاَ يَنْفَعُ مِنْهُ الجَزَعْ

وَالنّفْسُ لاَ يُحْزِنْكَ إتْلاَفُها
لَيْسَ لَهَا مِنْ يَوْمِهَا مُرْتَجَعْ

وَالمَوتُ مَا لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ
إذا حَمِيمٌ عَنْ حَمِيمٍ دَفَعْ

لو كان شيءٌ مُفلِتاً حَينَهُ
أَفْلَتَ مِنْهُ في الجِبِالِ الصَّدَعْ

أَوْ مَالِكُ الأقْوَالِ ذُو فَائِشٍ
كَانَ مَهيباً جَائِزاً ما صَنَعْ

أَوْ تُبّعٌ أَسْعَدُ في مُلْكِهِ
لا يَتْبَعُ العالَمَ بَلْ يُتّبَعْ

وَقَبْلَهُ يَهْتَزّ ذُو مَأْوَرٍ
طَارَتْ بِهِ الأيّامُ حَتّى وَقَعْ

وَذُو جَليلٍ كَانَ في قَوْمِهِ
يَبْني بناءَ الحَازِمِ المُضطَلِعْ

مَا مِثْلُهُمْ في حِمْيَرٍ لم يَكُنْ
كَمِثْلِهِم والٍ، ولا مُتّبَعْ

فَسَلْ جَميعَ النّاسِ عَنْ حِمْيَرٍ
مَنْ أَبْصَرَ الأقْوَالَ أَوْ مَنْ سَمَعْ

في هذه الأبيات يقول الشاعر أن لا بقاء لأي أحد، فحتى الملوك تموت، وقد مات أجداده من حمير، وهم الذين كانوا أصحاب الأمر قديمًا، ولم يكن هنالك ملوك مثلهم.

نبذة عن علقمة ذو جدن الحميري

هو علقمة ذو جدن الحميري شاعر عربي من شعراء اليمن، عاش في القرن السادس الميلادي، وكانت معظم أشعاره عن حصون اليمن.


شارك المقالة: