نروي لكم اليوم خبر تأخير النيروز، والذي قام به الخليفة العباسي المتوكل على الله للتهوين على الناس.
قصة قصيدة لك في المجد أول وأخير
أما عن مناسبة قصيدة “لك في المجد أول وأخير” للبحتري فيروى بأن الخليفة المتوكل كان يتجول في يوم في متصيد له، فرأى زرعًا أخضرًا، وقال: لقد استأذنني عبد الله بن يحيى بفتح الخراج، وأرى بأن الزرع أصبح أخضرًا، فقال له من معه بأن ذلك يضر الناس، فسألهم إن كان هذا أمر حدث أم هو كذلك منذ زمان، فأجابوه بأنه حادث، وعندما عاد إلى قصره سأل عن الخبر، فأخبروه بأن الشمس تقطع الفلك في ثلاثمائة وخمس وستين يومًا وربع اليوم، وأن الروم تكبس كل أربع سنين يومًا، فيكون شهر شباط ثمانية وعشرين يومًا لثلاث سنين، ويمزن تسعة وعشرين يومًا في السنة الرابعة، وتسمى هذه السنة بالسنة الكبيسة.
وفي زمن هشام بن عبد الملك طلب منه الناس أن يؤخر النيروز شهرًا، ولكنه أعرض عنه خوفًا من معصية الله، وفي أيام الرشيد عرض عليه الأمر، فعزم على فعله، ولكنه عدل عن قراره عندما اتهمه أعداؤه بالتعصب للمجوسية، ولكن المتوكل أمر بتأخير النيروز إلى سبعة وعشرين يومًا من شهر حزيران، وقد ذكر ذلك البحتري في قصيدة له يمدح بها المتوكل، ويذكر تأخير النيروز قائلًا:
لك في المجد أول وأخير
ومساع صغيرهن كبير
إن يوم النيروز عاد إلى العهد
الذي كان سنه أزدشير
يمدح الشاعر البحتري الخليفة المتوكل على الله ويقول بأن له في المجد أول وأخير، وبأن يوم النيروز قد عاد إلى ما كان عليه من قبل.
أنت حولته إلى الحالة الأولى
وقد كان جائراً يستدير
وافتتحت الخراج فيه فللأمة
في ذاك مشهد مذكور