نقص عليكم اليوم خبر ابن عساكر مع الملك العادل نور الدين زنكي، ودوره كناصح له، وتأييده له على إعفاءه لأهل الشام من تقديم الخشب.
من هو ابن عساكر؟
أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي، إمام وعلامة من علماء العصر العباسي.
قصة قصيدة لما سمحت لأهل الشام بالخشب
أما عن مناسبة قصيدة “لما سمحت لأهل الشام بالخشب” فيروى علاقة ابن عساكر مع الملك العادل نور الدين محمود زنكي كانت علاقة قوية، ولكن دوره معه لم يكن مقتصرًا على مساندته، بل كان له دور كبير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما وكان له دور في توجيه الملك، وحثه على الجهاد، وإن توانى الملك نور الدين عن الجهاد أو قصر في شيء من أمور الرعية، وقف له ابن عساكر ولم يعذره على ذلك.
وفي يوم من الأيام قام الملك نور الدين زنكي بإعفاء أهل الشام من تقديم الخشب التي كان يحتاجها لبناء المنابر والجهاد، فأنشد ابن عساكر يمدحه ويؤيده على ما فعل، ويبارك له باستيلائه على مصر قائلًا:
لمّا سمحتَ لأَهلِ الشّام بالخشبِ
عُوّضتَ مصر بما فيها من النَّشَبِ
يفخر ابن عساكر بالملك نور الدين زنكي وإعفاءه لأهل الشام من تقديم الخشب، ويبارك له بالاستيلاء على مصر.
وإِن بذلتَ لفتح القدس مُحْتَسِباً
للأَجر، جوزيت خيراً غير محتسَب
والأَجْرُ في ذاك عند الله مرتٌََبٌ
فيما يُثيب عليه خيرُ مرتقِب
والذّكر بالخير بين الناس تكسِبه
خيرٌ من الفضّة البيضاء والذهب
ولستَ تُعْذَرُ في تَرك الجهاد وقد
أَصبحتَ تملِكُ من مصرٍ إِلى حلب
وصاحب المَوْصِل الفيحاء مُمْتَثِلٌ
لما تُريد فبادرْ فَجْأَة النُّوَب
فأَحزَمُ الناس من قوّى عزيمتَه
حتى ينالَ بها العالي من القُرَب
فالجَدّ والجِدّ مقرونان في قَرَنٍ
والحزم في العزم والإِدْراك في الطلب
وطهِّرِ المسجدَ الأَقصى وحَوْزَنَهُ
من النَّجاسات والإشراك والصُّلُب
عساك تظفر في الدُّنْيا بحسن ثَنا
وفي القِيامة تلقى حُسنَ مُنقَلَب
الخلاصة من قصة القصيدة: كان لابن عساكر مع الملك نور الدين زنكي علاقة قوية، فقد كان ابن عساكر من المقربين من الملك والناصحين له، وفي يوم قام الملك بإعفاء أهل الشام من تقديم الخشب، فأنشد ابن عساكر أبياتًا من الشعر يؤيده فيها على ما فعل.