قصة قصيدة لمن دمنة أقفرت بالجناب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لمن دمنة أقفرت بالجناب

أمّا عن مناسبة قصيدة “لمن دمنة أقفرت بالجناب” فيروى بأن عمرو بن هند كان قد توعد بني حنظله بأن يقوم بحرق مائة رجل منهم، وفي يوم من الأيام خرج لكي يوفي بوعده تجاههم، وتوجه صوب ديارهم، وكان قد بعث برجل يقال له عمرو بن ثعلبة بن عتاب بن ملقط الطائي، لكي يسبقه إليهم، ويأسر منهم المائة رجل، وعندما وصل عمرو بن ثعلبة وجد القوم قد نذروا، فقام بأخذ ثمانية وتسعين رجلًا، من منطقة يقال له أواره وهي قريبة من البحرين، ووضعهم في الحبس، لحين وصول الملك عمرو بن هند.

وعندما وصل عمرو بن هند إلى المكان الذي حبسهم فيه، وضعوا له هنالك قبة، فجلس، وأمر بأن يقوموا بحفر خندق، فحفروه كما أمرهم، ثم أمر بأن تشعل النار في ذلك الخندق، ففعلوا كما أمرهم، وعندما احتدمت النار، ألقى بالثمانية وتسعين رجلًا في الخندق، فاحترقوا جميعهم، وقد أنشد لقيط بن زرارة يعير بني حنظلة بما فعل فيهم الملك، قائلًا:

لمن دمنة أقفرت بالـجـنـاب
إلى السفح بين الملا فالهضاب

بكـيت لـعـرفـان آياتـهـا
وهاج لك الشوق نعب الغراب

فأبلغ لـديك بـنـي مـالـك
مغلغـلة وسـراة الـربـاب

فإن امـرأ أنـتـم حـولــه
تحفون قبتـه بـالـقـبـاب

يهـين سـراتـكـم عـامـدا
ويقتلكم مثل قتـل الـكـلاب

فلو كنتـم إبـلا أمـلـحـت
لقد نزعت للمـياه الـعـذاب

ولكنكم عنـم تـصـطـفـى
ويترك سـائرهـا لـلـذئاب

لعمر أبيك أبـي لـخـير مـا
أردت بقتلهـم مـن صـواب

ولا نغمة إن خـير الـمـلـوك
أفضلهم نعمة في الرقـاب

كما أنشد الطرماح بن حكيم في خبر ذلك قصيدة قال فيها:

واسأل زرارة والمأمور ما فعلت
قتلى أوارة من رعلان واللـدد

ودارماً قد قذفنا منـهـم مـائة
في جاحم النار إذ يلقون بالخـدد

ينزون بالمشتوي منها ويوقدهـا
عمرو ولولا شحوم القوم لم تقد

نبذة عن لقيط بن زرارة

هو لقيط بن زرارة بن عدس الدارمي التميمي، وهو فارس وشاعر من شعراء العرب في العصر الجاهلي، كان يلقب بأبي دختنوس في حالة السلم، وكان يلقب بأبي نهشل في حالة الحرب، كان رجلًا شجاعًا، ويعتبر من الرجال المحسنين، وشريف من شرفاء قومه.


شارك المقالة: