قصة قصيدة لنا حاجة والعذر فيها مقدم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لنا حاجة والعذر فيها مقدم:

أمّا عن مناسبة قصيدة “لنا حاجة والعذر فيها مقدم” فيروى بأنه كان لسوار القاضي أموال وأرزاق عند رجل يقال له موسى بن عبد الملك، وذهب إليه لكي يأخذها، ولكنه أخبره بأنّه لا يمكنه أن يعطيه إياها، وعليه أن ينتظر لكي يستطيع الحصول عليها، ولكن سوار القاضي كان وقتها في ضيقة، ولم يستطع الانتظار، وقرر أن يذهب إلى أمير خراسان محمد عبد الله بن الطاهر.

وبعد ذلك بعدة أيام توجه إلى قصر الأمير عبد الله بن الطاهر، ووقف على بابه، واستأذن للدخول عليه، فأذن له، وحينما دخل، ووقف بين يديه، قال له: أصلح الله الأمير، ثم أنشد قائلًا:

لنا حاجة والعذر فيها مقدم
خفيف معناها مضاعفة الأجر

فإن تقصنها فالحمد لله ربنا
وإن تكن الأخرى ففي أوسع العذر

على أنه الرحمن معط ومانع
وللرزق أسباب إلى قدر تجري

فقال له محمد بن عبد الله بن الطاهر:

فسلها تجدني موجبا لقضائها
سريعا إليها لا يخالطني فكر

شكور بإفضالي عليك بمثلها
وإن لم تكن فيما حوته شكر

فهذا قليل للذي قد رأيته
لحقك لا من من لدي ولا فخر

ثم قال له: ما هي حاجتك يا أبا عبد الله؟، فقال له سوار القاضي: والله ما أريد منك إلا أن تبعث بكتاب إلى موسى بن عبد الملك، تخبره فيه بأن يقوم بالتعجيل في صرف أرزاقي، فقال له الأمير محمد: أهذا كل ما تحتاج يا أبا عبد الله، إن أردت أعطيتك ما تريد من مالي، ولك الحق في أن تقبلها أو تردها، فأنشده سوار القاضي قائلًا:

فبابك أيمن أبوابهم
ودارك مأهولة عامرة

وكفك حين ترى المجتدين
أندى من الليلة الماطرة

وكلبك آنس بالمعتفين
من الأم بابنتها الزائرة

نبذة عن سوار القاضي:

هو سوار بن عبد الله ابن سوار بن عبد الله بن قدامة التميمي العنبري البصري، وهو قاضي الرصافة من بغداد، كان أبو قاضيًا على البصرة، وكان جده أيضًا قاضيًا على البصرة، كان قاضيًا وأديبًا وشاعرًا، فقد كان سوار واحد من فحول الشعر في وقته، وكان فصيح اللسان.


شارك المقالة: