قصة قصيدة لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم

أمّا عن مناسبة قصيدة “لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم” فيروى بأن ملك المناذرة، قرر أن يتوجه إلى ملك الغساسنة الحارث بن جبلة، وكان سبب ذلك أن له ثأرًا عنده، حيث أنهم قد قتلوا له أباه، فكتب إليه كتابًا يخبره به أنه قد أعد له أفضل فرسان مملكته على أفضل الخيول، فبعث إليه الحارث بأنه قد جهز له المرد على الجرد، فتوجه ملك الحيرة إلى الغساسنة، وسار الغساسنة أيضًا، حتى التقى الجمعان في منطقة يقال لها مرج حليمة في شمال سوريا، واقتتل الطرفان قتالًا شديدًا، وبقيت الحرب لعدة أيام، وعندما رأى ملك الغساسنة بأن الحرب قد طالت، عاد إلى قصره وجلس فيه.

وبعث الملك في طلب ابنته حليمة، وكانت حليمة من أكثر النساءجمالًا، وعندما أتته وجلست معه، قام وأعطاها عطرًا، ومن ثم أمرها بأن تضع منه لكل فارس يمر من عندها، فتوجهت إلى الجند، ووقفت أمامهم، وأصبحوا يمرون من أمامها وهي تضع لهم العطر، ومن ثم وقف الملك أمامهم، وقال لهم بأن من يقتل ملك المناذرة سوف يتزوج من ابنته، فأصبح الفرسان يتزاحمون على قتل ملك المناذرة، وكان منهم رجل يقال له لبيد، فتوجه إلى أبيه وأخبره بأنه هو من يجب ان يقتل الملك، وطلب منه أن يعطيه حصانه، فأعطاه إياه، وتوجه إلى مكان القتال، وبحث عن ملك المناذرة حتى وجهه، فتقاتل معه، حتى قتله، وبذلك انتصر الغساسنة، وفي خبر ذلك أنشد النابغة الذبياني قائلًا:

لَهُم شيمَةٌ لَم يُعطِها اللَهُ غَيرَهُم
مِنَ الجودِ وَالأَحلامُ غَيرُ عَوازِبِ

مَحَلَّتُهُم ذاتُ الإِلَهِ وَدينُهُم
قَويمٌ فَما يَرجونَ غَيرَ العَواقِبِ

رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُم
يُحَيّونَ بِالريحانِ يَومَ السَباسِبِ

تُحَيّهِمُ بَيضُ الوَلائِدِ بَينَهُم
وَأَكسِيَةُ الإِضريجِ فَوقَ المَشاجِبِ

يَصونونَ أَجساداً قَديماً نَعيمُها
بِخالِصَةِ الأَردانِ خُضرِ المَناكِبِ

وَلا يَحسَبونَ الخَيرَ لا شَرَّ بَعدَهُ
وَلا يَحسِبونَ الشَرَّ ضَربَةَ لازِبِ

حَبَوتُ بِها غَسّانَ إِذ كُنتُ لاحِقاً
بِقَومي وَإِذ أَعيَت عَلَيَّ مَذاهِبي

نبذة عن النابغة الذبياني

هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، أحد أصحاب المعلقات، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، برع في الشعر ونبغ فيه وبسبب ذلك سمي بالنابغة.


شارك المقالة: