قصة قصيدة لو قيل للعباس يا ابن محمد
أمّا عن مناسبة قصيدة “لو قيل للعباس يا ابن محمد” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام ربيعة الرقي بمدح بمدح العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بقصيدة قال فيها:
لو قيل للعباس يا ابن محمـد
قل لا وأنت مخلد ما قالهـا
ما إن أعد من المكارم خصلة
إلا وجدتك عمها أو خالهـا
وإذا الملوك تسايروا في بلدة
كانوا كواكبها وكنت هلالها
إن المكارم لم تزل معقـولة
حتى حللت براحتيك عقالها
وبعث بالقصيدة إلى العباس، ولكن العباس كان بخيلًا، فعندما قرأ القصيدة بعث لربيعة بدينارين، الذي كان يأمل بأن يأخذ ألفي دينار مقابل تلك القصيدة، وعندما وصله الدينارين كاد أن يجن، وغضب غضبًا شديدًا، وقال للرسول الذي أتاه بالدينارين: خذ هذين الدينارين فإنهما لك مني، ولكن عليك أن تأخذ كتاب مني إلى العباس، على أن تضعها في جيبه من حيث لا يعلم لك، فقال له الرسول: حسنًا، سوف أفعل ذلك، فأمسك ربيعة بورقة، وكتب عليها:
مدحتك مدحة السيف المحلـى
لتجري في الكرام كما جريت
فهبها مدحة ذهبت ضـياعـاً
كذبت عليك فيها واعـتـديت
وأعطاها للرسول، فأخذها، ووضعها في جيب العباس، وعندما وجدها العباس، وقرأ ما فيها، غضب، وخرج من بيته، وتوجه إلى مجلس الخليفة هارون الرشيد، ودخل عليه، وكان وجهه متغيرًا، وعندما لاحظ الخليفة ذلك، قال له: يا عم، ما بك؟، فقال له: يا أمير المؤمنين، إن ربيعة قام بهجائي، فقال له الخليفة: ويحه، أيهجو أعز الناس علي؟، ومن ثم أمر بإحضاره، فأحضروه إليه، وعندما وقف بين يديه، قال له الخليفة: أتجترئ علي؟، فإذن ضرب عنقك علي واجب، فقال له ربيعة: يا أمير المؤمنين، اسمع قصتي معه، فإني قد قمت بمدحه بقصيدة، وأنشده القصيدة، وقال له: كيف تراها يا مولاي؟، فقال له الخليفة: والله لم يمدح الخلفاء بمثلها، فقال ربيعة: ولم يعطني مقابلها سوى دينارين، فأعطيتهما لرسوله، وكتبت له البيتين، فاستحى الخليفة وأمر له بثلاثين ألف درهم مقابل قصيدته، فشكره ربيعة وهمّ بالخروج، وبينما هو خارج، قال له الخليفة: إياك أن تذكره في شعرك بعد الآن.
نبذة عن ربيعة الرقي
ربيعة بن ثابت بن لجأ بن العيزار بن لجأ الأسدي الأنصاري الرقي، أحد شعراء العصر العباسي الأول.