قصة قصيدة لو يعلم الذئب بنوم كعب:
أمّا عن مناسبة قصيدة “لو يعلم الذئب بنوم كعب” فيروى بأنه في يوم من الأيام، كان عروة بن أذينة جالسًا في قصره، وعنده عروة بن عبيد الله، ووالده، وبينما هم جالسون قال لهم عروة بن أذينة: ما رأيكم بان نخرج، ونمشي قليلًا، فوافقه على ذلك عروة وأباه، وخرجوا ثلاثتهم، يتمشون، وبينما هم في مسيرهم مروا على غنم كانت لعروة بن أذينة، كان قد وضع عليها راعيًا يقال له كعب، وعندما وصل إلى المكان الذي ترعى فيه الغنم، التفت يريد أن يجد الراعي، فلم يستطع العثور عليه، فأخذ يبحث عنه، حتى عثر عليه نائمًا تحت شجرة.
فغضب عروة بن أذينة بسبب ذلك غضبًا شديدًا، وانتظره فترة حتى يرى إن كان سوف يستيقظ من نومه لوحده أم لا، ولكن وبعد طول انتظار منه لكي يستيقظ كعب، وبعد أن تيقن بأنه لن يستيقظ لوحده، توجه إليه، وأيقظه من نومه، وأخذ يضربه، وهو ينشد قائلًا:
لو يعلم الذئب بنوم كعب
إذاً لأمسى عندنا ذا ذنـب
أضربه ولا يقول حسبي
لابد عند ضيعةٍ من ضرب
نبذة عن الشاعر عروة بن أذينة:
هو عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد الله بن رجل بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث الكناني، من شعراء التابعين، اشتهر بشعر الغزل، وأيضًا شعر الغزل، وكان من فقهاء المدينة ومحدثيها، روى الحديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم، وكان من المحدثين الصادقين عند اهل الجرح والتعديل.
ولد عروة بن يحيى في المدينة المنورة، ونشأ فيها، ومن ثم غادر متوجهًا صوب البصرة في العراق، وعاش هنالك، واتصل عروة بالخلفاء الأمويين، ومنهم هشام بن عبد الملك بن مروان، والذي أنشد بسببه قصيدة، تعتبر أحد أشهر قصائده، قال فيها:
لَقَد عَلِمتُ وَما الإِسرافُ مِن خُلُقي
أَنَّ الَّذي هُوَ رِزقي سَوفَ يَأتيني
أَسعى لَهُ فَيُعَنّيني تَطَلُّبُهُ
وَلَو جَلَستُ أَتاني لا يُعَنّيني
وَأَنَّ حَظَّ اِمرىءٍ غَيري سَيَبلُغُهُ
لا بُدَّ لا بُدَّ أَن يَحتازَهُ دوني