قصة قصيدة لو يمسخ الخنزير مسخا ثانيا
أمّا عن مناسبة قصيدة “لو يمسخ الخنزير مسخا ثانيا” فيروى بأنه في يوم من الأيام وبينما كان الجاحظ في السوق، أتت إليه امرأة وأوقفته، وقالت له: السلام عليك يا أخي، فرد الجاحظ عليها قائلًا: وعليك السلام يا أختي، تفضلي بما أستطيع مساعدتك، فقالت له: أريد منك أن تساعدني في أمر، ولا يستطيع أحد غيرك مساعدتي به، فقال لها: وما هو يا أختي؟، فقالت له: أريد منك أن ترافقني إلى الصائغ، ولن آخذ من وقتك كثيرًا، فوافق الجاحظ على طلبها، وسار معها إلى عند الصائغ، ودخل الاثنان إلى الدكان، ووقف الجاحظ مع الامرأة أمام الصائغ، وهو لا يعرف سبب وجوده معها، وبينما هو واقف قالت الامرأة للصائغ: اعمل مثل هذا، والجاحظ واقف مبهوت ومستغرب مما يحصل أمامه، ومن ثم خرجت الامرأة من الدكان، وبقي الجاحظ.
وعندما خرجت الامرأة من دكان الصائغ، سأله الجاحظ عن خبر ما حصل منذ قليل، فأجابه الصائغ قائلًا: إن هذه الامرأة أتتني في الصباح وسألتني أن أصنع لها قلادة محفور عليها صورة الشيطان، فقلت لها: والله إني لا أعرف كيف أصور الشيطان، فقالت لي: حسنًا، أمهلني بعضًا من الوقت، وأنا سوف أحضر لك ما يشبهه، وخرجت من عندي، وبعد برهة من الزمن عادت وأنت معها، لكي أصوره على صورتك، وفي خبر هذا قال الجاحظ: الله لم يخجلني في حياتي شيء كما أخجلني هذا الموقف.
وفي قبح الجاحظ يقول الشاعر الحمدوي:
لو يـمـسخ الخنزير مسخاً ثانيا
لرأيته في القبح دون الجاحظ
رجـل يـنـوب عـن الجـحـيم بوجهه
وهــو العــدو لكــل عــيـن لاحـظ
ولو أن مــرآة جــلت تــمــثــاله
ورآه كــان له كــأعــظــم واعــظ
نبذة عن الحمدوي
إسماعيل بن إبراهيم الحمدوي، شاعر من شعراء العصر العباسي، نشأ في مدينة البصرة في العراق.
اشتهر بشعره في رجل يقال له أحمد بن حرب، وهو ابن أخي يزيد المهلبي، كما اشتهر ما قال في معزاة تعود إلى سعيد وفقر الحرزيّ، كما اشتهر بشعره في قبح أبي حازم، ذكرت له قصائد في كتاب شعراء عباسيون منسيون.