قصة قصيدة - ليالي بعد الظاعنين شكول

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن أبي الطيب المتنبي:

أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو من أكثر شعراء العرب شهرةً وأعظمهم، وهو من الشعراء الذين اكتسبوا أهميةً تجاوزت زمانهم ومكانهم، حيث أنّه لم يكن مجرد شاعر يمتلك الفصاحة والبلاغة بل كان شخضيةً شجاعة متميزة يعتز بنفسه.

كان أبو الطيب المتنبي يتميز بالذكاء وقوة الحفظ واجتهاده، كما أنّه أظهر موهبته الشعرية مبكراً؛ وذكراً نظراً لكونه كان متأثر بقصائد الشعراء القدماء والشعراء المعاصرين له.

قصة قصيدة ” ليالي بعد الظاعنين شكول “:

أمَّا عن مناسبة قصيدة ” ليالي بعد الظاعنين شكول ” سار سيف الدولة الحمداني من حلب إلى ديار مظر ذلك لاشتعال الحروب فيها بين الأعراب وفي الطريق وصل حران فأخذ أسرى من قبائل ( عقيل وقشير والعجلان )، ثم توجه عبر الفرات إلى دلوك إلى قنطرة وصنجة إلى درب القلة، هنالك شن حرب على قبيلتي ( عرقة وملطية )، ثم عاد لكي يعبر من درب موزار وهنالك وجد العدو ينتظره فانسحب إلى الوراء وعندما رأى العدو ينسحب، لحقوا به.

عرف سيف الدولة أنّ العدو قد لحق به فلتف عليهم وقتل الكثير منهم وعاد إلى ملطة، وقطع نهر قباقب حتى وصل إلى الفرات وتحديداً حصن المنشار وبعد ذلك توجه إلى حصن الران وبعدها إلى سميساط وعندما وصلها، فوصله خبر أنّ العدو في بلاد المسلمين فأسرع بالعودة وعبر دلوك فلحق بالعدو وهو عاد إلى جينان فهزمهم وأسر منهم ” قسطنطين ” وجرح ” الدمستق ” في وجهه، فقال المتنبي هذه القصيدة التي تصف هذه الغزوات التي قام بها سيف الدولة الحمداني.

لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ
طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ

يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ
وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ

وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً
وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ

وَإنّ رَحِيلاً وَاحِداً حَالَ بَيْنَنَا
وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ

إذا كانَ شَمُّ الرَّوحِ أدْنَى إلَيْكُمُ
فَلا بَرِحَتْني رَوْضَةٌ وَقَبُولُ

وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً
لمَاءٍ بهِ أهْلُ الحَبيبِ نُزُولُ

فقال أيضاً:

يَهُونُ عَلَيْنَا أنْ تُصابَ جُسُومُنَا
وَتَسْلَمَ أعْراضٌ لَنَا وَعُقُولُ

فَتيهاً وَفَخْراً تَغْلِبَ ابْنَةَ وَائِلٍ
فَأنْتِ لخَيرِ الفاخِرِينَ قَبيلُ

يَغُمُّ عَلِيّاً أنْ يَمُوتَ عَدُوُّهُ
إذا لم تَغُلْهُ بالأسِنّةِ غُولُ

شَريكُ المَنَايَا وَالنّفُوسُ غَنيمَةٌ
فَكُلُّ مَمَاتٍ لم يُمِتْهُ غُلُولُ

فإنْ تَكُنِ الدّوْلاتُ قِسْماً فإنّهَا
لِمَنْ وَرَدَ المَوْتَ الزّؤامَ تَدُولُ

لِمَنْ هَوّنَ الدّنْيا على النّفسِ ساعَةً
وَللبِيضِ في هامِ الكُماةِ صَليلُ



شارك المقالة: