قصة قصيدة ليس مثلي يخبر الناس عن آبائهم

اقرأ في هذا المقال


‎نبذة عن عدي بن ربيعة:

هو عدي بن ربيعة بن الحارث التغلبي، من قبيلة تغلب، لقب بأبي ليلى المهلهل، ولقبه أخاه كليب بالزير سالم، وهو من أهل نجد.

قصة قصيدة ليس مثلي يخبر الناس عن آبائهم:

أما عن مناسبة قصيدة “ليس مثلي يخبر الناس عن” فيروى بأن جساس بن مرة قام بقتل كليب بن ربيعة، وبسبب ذلك قرر عدي بن ربيعة الملقب بالزير سالم الثأر لأخيه من قبيلة بكر، فاندلعت حرب البسوس بين القبيلتين، وكان الحارث بن عباد حاضرًا على كل هذا منذ لحظة مقتل كليب وحتى اندلاع الحرب، ولكنه رفض أن يكون طرفًا في هذه الحرب وأن يشارك بها، وكان يريد لهذه الحرب أن تنتهي، وفي يوم قرر أن يبعث بابنه بجير إلى الزير سالم وبعث له بكتاب يطلب منه فيه بأن يتوقف عن القتال، وبأن الذين قتلهم من قبيلة بكر كافيين كثأر لأخيه كليب، ولكن الزير سالم قتل ابنه بجير، وشبهه بشزع نعل كليب.

وبعد أن قام الزير سالم بقتل ابنه بجير، وعندما وصل خبر ذلك إلى الحارث اعتبر ابنه سببًا لانتهاء الحرب، وقرر بأن لا يثأر له، ولكنه بعد أن سمع بأن الزير سالم قد شبه ابنه بشزع نعل كليب، قرر أن يشارك في الحرب، وأقسم بأنه سوف يقوم بقتل الزير سالم، وقال قصيدته المشهورة التي استهلها بقربا مربط النعامة مني، وعندما وصل ما قال إلى الزير سالم، ردّ قائلًا:

قربا مربطَ المشهرِ مني
‎لِكُلَيْب الَّذِي أَشَابَ قَذَالِي

قربا مربطَ المشهرِ مني
‎وَاسْأَلاَنِي وَلاَ تُطِيلاَ سُؤَالِي

قربا مربطَ المشهرِ مني
‎سَوْفَ تَبْدُو لَنَا ذَوَاتُ الْحِجَالِ

قربا مربطَ المشهرِ مني
‎إنَّ قولي مطابقٌ لفعالي

قربا مربطَ المشهرِ مني
‎لِكُلَيْبٍ فَدَاهُ عَمِّي و َخَالي

وكان بعد ذلك أن التقى الجمعان في يوم سمي بيوم التحالق، وسبب تسميته بأن الحارث بن عباد أشار على بني بكر بأن يحلقوا رؤوسهم لكي تميز النساء بين جرحاهم وجرحى التغلبيين، ثم ألقى قصيدة قال فيها:

سَائِلُوا عَنَّا الَّذِي يَعْرِفُنَا
‎بِقُوَانَا يَوْمَ تَحْلاقِ اللِّمَمْ

نَزَعُ الجَاهِلَ فِي مَجْلِسِنَا
‎فَتَرَى المَجْلِسَ فِينَا كَالحَرَمْ

وَتَفَرَّعْنَا مِنِ ابْنَيْ وَائِلٍ
‎هَامَةَ المَجْدِ وَخُرْطُومَ الكَرَمْ

نُمْسِكُ الخَيْلَ عَلَى مَكْرُوهِهَا
‎حِينَ لا يُمْسِكُ إِلاَّ ذُو كَرَمْ

وفي ذلك اليوم التقى الحارث بن عباد بالزير سالم وكسر ظهره، هذا ولم يكن يعرفه لأنه كان فاقدًا لنظره، وعندما التقى بالزير سالم سأله عن مكان الزير، فطلب منه الزير بأن يعطيه الأمان إن دله على مكانه، فأعطاه الأمان، فأخبره الزير بأنه هو من يبحث عنه، فأطلق سراحه لأنه كان قد أعطاه الأمان، وقال في خبر ذلك:‎

لَهْفَ نَفْسِي عَلَى عَدِيٍّ وَلَمْ أَعْ
‎رِفْ عَدِيًّا إِذْ أَمْكَنَتْنِي اليَدَانِ

طُلَّ مَنْ طُلَّ فِي الحُرُوبِ وَلَمْ أُو
‎تِرْ بُجَيْرًا أَبَأْتُهُ ابْنَ أَبَانِ

فَارِسٌ يَضْرِبُ الكَتِيبَةَ بِالسَّيْفِ
‎وَتَسْمُو أَمَامَهُ العَيْنَانِ

وعندما عاد الزير سالم إلى قومه مكسور الظهر، سألوه عما حصل، فأنشدهم قائلًا:

لَيسَ مِثلي يُخَبِّرُ الناسَ عَن
آبائِهِم قُتِّلوا وَيَنسى القِتالا

لَم أَرُم عَرصَةَ الكَتيبَةِ حَتّى
اِنتَعَلَ الوَردُ مِن دِماءٍ نِعالا

عَرَفَتهُ رِماحُ بَكرٍ فَما
يَأخُدنَ إِلا لَبّاتِهِ وَالقَذالا

غَلَبونا وَلا مَحالَةَ يَوماً
يَقلِبُ الدَهرُ ذاكَ حالاً فَحالا


شارك المقالة: