قصة قصيدة ما أحسن الجيد من ملكية

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ما أحسن الجيد من ملكية

أمّا عن مناسبة قصيدة “ما أحسن الجيد من ملكية” فيروى بأن الأحوص الأنصاري كان عنده جارية يقال لها حبابة، وفي يوم من الأيام دخل الأحوص بها إلى يزيد بن عبد الملك بن مروان قبل أن يصبح خليفة، وكان ذلك في فترة خلافة أخيه، وعليها ثوب جميل، وأوقفها بين يديه، وأنشدت قائلة:

ما أحسن الجيد من ملكية
واللبات إذ زانها ترائبها

يا ليتني ليلة إذا هجع
الناس ونام النيام صاحبها

في ليلة لا يرى بها أحد
يسعى علينا إلا كواكبها

فقام يزيد بن عبد الملك بشرائها من الأحوص بأربعة آلاف دينار، وعندما وصل الخبر إلى أخيه، قرر أن يحجر على يزيد، وقام برد حبابة، فقام رجل من إفريقية بشرائها من الأحوص، ولكن يزيد كان قد وقع في غرامها، وكان قلبه قد تعلق بها، ولكنه تزوج من امرأة يقال لها سعدى بنت عبد الله بن عثمان.

وبعد أن أصبح يزيد خليفة، قامت زوجته بإرسال أحد غلمانها لكي يتقصى عن حبابة، ويعرف لها مكانها، فوصله الخبر بأنها في المدينة النورة، فتوجه إلى هنالك، ولكنه لم يجدها، وبينما هو هنالك وصله الخبر بأنها في مصر، فلحق بها إلى هنالك، ولكنه لم يجدها أيضًا، وهنالك وصله الخبر بأنها في إفريقية، فلحق بها، ووجدها، وقام بشرائها من صاحبها بمائة ألف درهم، وعندما غادر ومعه حبابة أنشد مولاها قائلًا:

أبلغ جبابة أسقي ربعها المطر
ما للفؤاد سوى ذكراً كم وطر

إن سار صحبي لم أملك تذكركم
أو عرسوا تستهيم النفس والفكر

وعندما مر بها من مكة المكرمة، استقبلها الناس، وطلبوا منها أن تنشدهم شيئًا، فأنشدت قائلة:

سلكوا بطن مخيض
ثم ولوا راجعينا

أورثوني حين ولوا
طول حزن وأنينا

وعندما وصل بها إلى زوجة الخليفة، البستها أفضل الملابس، وأجمل الجواهر، وأحلى الروائح، ثم دخلت على الخليفة وقالت له: يا مولاي، إن الله قد أعطاك الملك، فهل بقي شيء ترغب به، فقال لها: لا، فقالت له: نعم، هنالك شيء ترغب به، فأخبرني لعلي أوصلك إليه، فقال لها: حبابة، فقالت له: وهل تستطيع أن تعرفها إن رأيتها؟، فقال لها: نعم، فأخذته، ودخلت به إلى حبابة، ففرح فرحًا شديدًا، وزادت منزلة زوجته سعدى عنده.

نبذة عن حبابة

حبابة هي جارية عاشت في العصر الأموي، وكانت ملكاً للخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك بن مروان.


شارك المقالة: