قصة قصيدة ما بال قبرك يا كافور منفردا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ما بال قبرك يا كافور منفردا

أمّا عن مناسبة قصيدة “ما بال قبرك يا كافور منفردا” فيروى بأن أبو المسك كافور كان عبدًا أسودًا من الحبشة، وكان قبيح الشكل، شفته السفلى مثقوبة، قدماه مشوهتان، حركته بطيئة، وفي يوم من الأيام اشتراه تاجر زيوت، فاستخدمه في أمور شتّى، وكان يقاسي الأمرّين عند هذا التاجر، ولقي من سيده الكثير من الصرامة والقسوة، وبقي على هذه الحال حتى اشتراه كاتب يدعى محمود بن وهب، وعنده بدأ كافور يتعلم القراءة والكتابة، وكان سيده متصلًا بحاكم مصر محمد بن طغج الإخشيدي.

وفي يوم من الأيام بعث معه سيده هدية إلى حاكم مصر، وعندما دخل عليه أعجب الإخشيد بذكائه، فقربه منه، ومن بعدها عينه كمشرف على تعليم أبنائه، ومن ثم رشحه كضابط في الجيش المصري آنذاك، ولكن كافور بقي مخلصًا لسيده، وعندما رأى سيده هذا الإخلاص منه، بالإضافة إلى ذكائه وموهبته، قرر أن يحرره، ففعل ذلك، وأرسله الحاكم كقائد عسكري إلى سوريا، ومن ثم أرسل كقائد في العديد من الحملات الخرى إلى الحجاز.

ومن بعد وفاة محمد بن طغج، أصبح هو حاكم مصر، وكان حاكمًا عادلًا معتدلًا، وكان يجد راحته مع العلماء والشعراء، وكان قد قرب منه رجال الدين، ورفع من شأنهم، وأكرمهم خير إكرام، وكان من بين الشعراء الذين تقربوا منه أبو الطيب المتنبي، حيث قام بمدحه في العديد من القصائد، ولكن كافور لم يعطه منصبًا فهجاه وسخر منه في شعره، وتوفي في القاهرة، ودفن في القدس، وكتب على قبره:

أنظر إلى غير الأيام ما صنعت
أفنت أناسا بها كانوا وما فنيت

دنياهم ضحكت أيام دولتهم
حتى إذا فنيت ناحت لهم وبكت

وقد قال أبو الطيب المتنبي بيتين من الشعر يرثاه فيهما، ولم يكتب لهما الانتشار، حيث قال:

ما بال قبرك يا كافور منفردًا
بالصحصح المرت بعد العسكر اللجب

يدوس قبرك أفناء الرجال وقد
كانت أسود الثرى تخشاك من كثب

نبذة عن أبو الطيب المتنبي

هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي المذحجي، من أشهر شعراء العصر العباسي، ولد في الكوفة وتوفي في بغداد.


شارك المقالة: