قصة قصيدة ما تحسن الأرض إلا عند زهرتها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ما تحسن الأرض إلا عند زهرتها

أمّا عن مناسبة قصيدة ” ما تحسن الأرض إلا عند زهرتها” فيروى بأن ملك الروم بعث إلى الملك عمر النعمان، يستجير به من أعدائه، وبعث له بهدايا من خدم وجواري وذهب ولؤلؤ، وكانت الهدايا تساوي المال الجزيل، وعندما رأى الملك هذه الهدايا، فرح بها، وقبلها، وبعث إلى وزرائه، يشاورهم فيما هو فاعل، فأشار عليه أحد وزرائه، ويقال له دندان، قائلًا: يا مولاي، إنك قد قبلت هدية ملك الروم، فعليك أن تجيره، وإن لم تجره بسبب ذلك، فعليك أن تجيره، لأنك إن فعلت، وهزمت أعدائه، فإن ذلك سوف ينسب إليك، ويشيع الخبر في كافة البلدان، وبذلك فسوف تطلب جميع البلدان رضاك يا مولاي، فأعجب الملك بنصيحة الوزير، وأخبره بأنه سوف يجهز جيشًا، ويجعله قائدًا عليه، ويضع ابنه تحت إمرة هذا الوزير.

ومن ثم بعث في طلب ابنه، وأخبره بما طلبه منه ملك الروم، وبما نصحه وزيره، وأمره بأن يجهز نفسه للسفر مع الجيش، وأوصاه بأن لا يخالف أوامر الوزير، ومن ثم أمر بتجهيز عشرة آلاف جندي من أفضل الجنود، وبعد ثلاثة أيام جهز الجيش، وخرجوا إلى القسطنطينية، ومشوا في الطريق عشرين يومًا، وفي اليوم الحادي والعشرين وصلوا إلى واد كبير، في أشجار كثيرة، وكان ذلك في الليل، فأمرهم الأمير بأن ينزلوا ويرتاحوا في هذا الوادي لثلاثة أيام، فنزل الجيش، ونصب الخيام، وبعد أن رأى الأمير بأن الجيش قد نزل ونصب الخيام، أخذ يتجول في أنحاء الوادي، لكي يحرس الجيش كما أوصاه أباه، وبينما هو يمشي في هذا الوادي، غلب عليه النعاس، فنام، وكان من عادته أن ينام على ظهر جواده، واستمر حصانه بالمسير وهو نائم.

فدخل الحصان إلى غابة أشجارها كثيرة، وكانت هذه الغابة بعيدة عن بقية الجيش، وعندما أفاق الأمير وود نفسه في هذه الغابة، دبّ الرعب في قلبه، ولم يعرف ماذا يفعل، وبينما هو في حيرته رأى سهلًا كأنّه جنة، فتوجه صوبه، وبينما هو يسير فيه، سمع صوت فتاة تتحدث بصوت عال، فتوجه إلى جهة الصوت، حتى وصل إلى نهر جميل، وحوله طيور وغزلان، فأنشد قائلًا:

ما تحسن الأرض إلا عند زهرتـهـا
والماء من فوقها يجري بـإرسـال

صنعا الاله العظيم الشأن مـقـتـدرا
معطى العطايا ومعطي كل من فضال

فنظر إلى ذلك المكان فرأى فيه قلعة شاهقة، وفي وسطها نهر، وهنالك امرأة بين يديها جواريها، وجميعهن شديدات الجمال، وكان بينهن جارية هي الأجمل، ولم يكن قد رأى فتاة بجمالها من قبل، فأنشد قائلًا:

تزهو علي بألحـاظ بـديعـات
وقدها مخجل للسـمـهـريات

تبدو إلينـا وخـداهـا مـوردة
فيها منا لظرف أنواع الملاحات

كأن طرتها في نور طلعتـهـا
ليل يلوح على صبح المسرات

نبذة عن شركان بن عمر النعمان

هو أحد الشخصيات الخيالية في كتاب ألف ليلة وليلة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: